مقالات مرتبطة
ولقد فوجئت بحجم الحشود التي غصّت بها قاعة «دار الندوة» حين دعت إلى محاضرة لروبرت فيسك عن الاحتلال الأميركي للعراق وقدم له الأستاذ بشارة مرهج، بعدما أصبحت مقالاته بمثابة رصاصات ضد الاحتلال تستكمل بطولات المقاومين العراقيين.. فلقد نال روبرت فيسك الإعجاب الكبير بما يكتب، خاصة بعد دوره في فضح الاحتلال الأميركي وممارساته ووحشيته في معسكر «أبي غريب» وحظي باهتمام اللبنانيين (وقد اختار عاصمتهم بيروت مسكناً له) والعرب والمسلمين وأحرار العالم.
وحين اتصلت بصديقه وصديقي الأستاذ خالد الداعوق (القنصل الفخري لإيرلندا في لبنان)، ورئيس «منبر الوحدة الوطنية»، لأعزّيه، شاركني في وصفي له أنه «المراسل المحارب»، راوياً لي كيف قال للسفير الإيرلندي في لبنان في عشاء ضمه والداعوق: «كيف تقبلون على أنفسكم كإيرلنديين أن تكون مطارات بلادكم محطات لتزويد الطائرات القادمة من معتقل غونتانامو بالوقود وهي تنقل الأسرى إلى السجون السرية في أوروبا لتعذيبهم».
فقد كان فيسك لا يهاب قول كلمة الحق مهما كلّفه ذلك القول من متاعب، لأنه يعتقد أن الصحافة رسالة، وأن الإعلامي الحقيقي هو الإعلامي الصادق الذي لا ترهبه عصا ولا تغريه جزرة.. رحم الله من كان صديقاً لفلسطين ولبنان والعراق وسوريا وكل قضايا العرب في مواجهة أعدائهم.
* كاتب وسياسي لبناني
اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا