وضعت «المنار» ثقلها في تغطية الاحتجاجات من أمام «مصرف لبنان»
على mtv، كان واضحاً التصويب على المؤسسة العسكرية، واعتبار أن ما حدث في الشارع يندرج ضمن «خطة ممنهجة». المحطة التي تُصنّف ضمن اليمين «المسيحي» تكتشف أخيراً الجياع، وتردد أصداء أصواتهم من الشارع. mtv التي تتصدر شاشتها عبارة «استقيلوا»، وتضع مقابل اللوغو «لبنان ينتفض»، تُظهر نفسها كـ«أم الصبي» التي ولدت «الثورة» من رحمها، لا سيما بعد استقالة وزراء «القوات»! إذاً، غابت طرابلس، وصيدا والشفروليه، وغيرها من النقاط الأساسية التي امتدت إليها التحركات الشعبية، وانحصرت التغطية بمناطق مطيّفة «مسيحياً»، فيما لم تركز «الجديد» ثقلها كما زميلاتها، على تلك البقاع، بل حشدت شاشتها لمجموع هذه المناطق، ما خلا «مصرف لبنان» الذي حظي بتغطية طفيفة هناك رغم اشتعال «المعركة» في تلك الأثناء. تغطية ظلت غائبة مقابل تمركز واضح لشاشة «المنار» من هناك. وضعت القناة ثقلها في تغطية الاحتجاجات من أمام «مصرف لبنان»، وأعطت حيّزاً للمستصرحين، مع طرحها أسئلة مباشرة حول الأداء الإعلامي لبعض القنوات، التي اتّهمتها بأنها تنفذ أجندات تحرّض على الجيش، وتدعو المحتجين لأن ينزلوا بأعداد أكبر إلى تلك المناطق، كي يحتكوا مع الجيش، مع المراهنة على انقسامه. على شاشة nbn، غُيّبت بشكل كلي المشاهد الحيّة من الساحات لصالح لقطات متفرقة بعيدة، من شوارع وأوتوسترادات مفتوحة مسالكها، مع تركيز أكثر على الجنوب، والمناطق السالكة هناك.
إذاً، توتر عالٍ ساد الميدان، فبدا المشهد كأنه ساحة حرب، ومواجهة مباشرة مع الجيش، وإجهاض حقيقي لجهود عملت قبلاً لمواكبة الاحتجاجات في كل المناطق. المراقب للشاشات اللبنانية، لا بدّ من أن يلحظ متاريس أعيد نصبها من جديد في ما بينها، وسط انقسام سياسي معروف. لكن اليوم تستثمر الورقة الطائفية بشكل أكبر، مع تسابق كل حزب على تسلّق«الثورة» والتخلص من كل تاريخه السياسي الحافل بالفساد، ضمن حفلات من الاستعراض أمام الشاشة وبين الجموع.
في عين العاصفة
مع تمترس الإعلام ودفعه أثمان اصطفافاته السياسية بعد الانقسام الحاصل في البلاد، سُجّلت حوادث كثيرة، تعرّض لها بعض الإعلام في تغطياته للحراك، ولعلّ المحطة التي نالت نصيباً أكثر من غيرها في التضييق وحتى الطرد من الساحات، كانت: otv، التي أخفت لوغو ميكروفونها بين الجموع، خوفاً على مراسليها. مع ذلك، تركز الهجوم عليها رغم محاولتها استيعاب غضب الناس في الشارع، واضطرارها في كثير من الأحيان إلى فتح الهواء لسماع انتقادات قاسية تساق بحق رئيس الجمهورية أو وزير الخارجية جبران باسيل. القناة البرتقالية لم تكن وحدها في عين العاصفة. فقد كانت «الجديد» بدورها، تتلقى وابلاً من الهجوم عليها، إذ طُرد فريقها من مناطق متفرقة. قبل أيام، طرد مراسلوها من منطقة «محمرة» (عكار) وأمس، حطمت كاميرتها في النبطية وتم الاعتداء على فريق عملها هناك، ولا يخفى أن القناة تضع ثقل تغطيتها في المناطق الجنوبية لا سيما في «دوار كفررمان»، و«صور» و«النبطية».