ولد جمال ناجي في أريحا عام 1954. جاءت نكسة عام 1967 لتشكّل مرحلة تحوّل في حياته حيث انتقل إلى عمَان، وحصل على دبلوم في الفنون التشكيلية. ومثل كثيرين من أبناء جيله، اتجه إلى السعودية في منتصف السبعينيات منخرطاً في التدريس. هناك، كتب روايته الأولى «الطريق إلى بلحارث» عام 1977 ونشرت بعد ذلك بخمس سنوات. تسرد روايته هذه هموم المدرسين المغتربين في السعودية في «قرية بلحارث» التي شارك أهلها هؤلاء المدرسين الظروف القاسية.
عاد جمال ناجي إلى عمّان، وهذه المرة عمل في القطاع المصرفي. في ذلك الوقت، كانت الأحكام العرفية لا تزال قائمة، وكان العمل السياسي منضوياً تحت مظلة النقابات والاتحادات والجمعيات. بذلك، نشط الراحل في نقابة العاملين في المصارف، كما انضم إلى رابطة الكتّاب الأردنيين وتسلّم رئاستها بين عامي 2001-2003، وتبوأ منصب رئيس التحرير لمجلة «أوراق» الصادرة عنها. كما شغل منصب رئيس تحرير المجلة التي تصدر عن وزارة الثقافة الأردنية.
تنقل جمال ناجي برشاقة ما بين كتابة الرواية والقصة القصيرة. فقد صدرت له ثماني روايات مختلفة من حيث البيئة والمضمون والبناء الفني، فكان التنقل من الصحراء السعودية لمخيم لجوء فلسطيني إلى حياة الغجر وترحالهم، وصولاً إلى رصد معالم التحولات الاقتصادية وتأثير ذلك على المجتمعات. هكذا، قدم الراحل نقده المبطن للعولمة والهيمنة الاقتصادية. ترجمت أعماله الروائية إلى العديد من اللغات، وحولت إحداها إلى مسلسل (مسلسل «وادي الغجر» عن روايته «مخلفات الزوابع الأخيرة») وحازت «جائزة الدولة التشجيعية». أما على صعيد القصة القصيرة، فقد أصدر مجموعات عدة («رجل خالي الذهن»، «رجل بلا تفاصيل»، «ما جرى يوم الخميس»، «المستهدف») ترجمت إلى لغات عدة.
حاز ناجي جوائز تقديرية عدة، منها «جائزة رابطة الكتّاب الأردنيين» عام 1983، و«جائزة الدولة التشجيعية للرواية» لعام 1989، و«جائزة تيسير سبول للرواية» لعام 1994، بالإضافة إلى عدد من الجوائز العربية.
احتفظ جمال ناجي بموقف متوازن تجاه ثورات الربيع العربي. ومع أنه آمن بحق الشعوب في الثورة، إلا أنه حذّر منذ البداية من الحصار الأميركي الناعم لها، على حد تعبيره في إحدى المقابلات.