عائلة قنوع أشهر من نار على علم في سوريا بسبب أجيال متلاحقة من العاملين في الوسط الفني. منذ أن قدّم مروان وأحمد وهاشم وعمر مسرحاً تجارياً تحت اسم «الأخوين قنوع»، إلى جانب العديد من الأعمال الإذاعية والتلفزيونية، صار اسم العائلة يتردّد جيداً لدى الجمهور. بعد ذلك، أتى جيل جديد تمثّل في النجم التلفزيوني محمد قنّوع، الذي كان حضوره لازمة في أشهر الأعمال الكوميدية وهي سلسلة «مرايا» (ياسر العظمة). بعدها، قدم العديد من الأعمال الهامة قبل أن يتسلّم إدارة شركة abc للإنتاج، يجايله ابن عمّه المخرج والسيناريست زهير قنوع. تلاهما جيل جديد من فنيين هم: المصّور بلال، ومدير الإنتاج زياد... وسط هذه العائلة، لم يكن ليحيى، شقيق الممثل محمد قنوع، أي دور في مهنة الأضواء، رغم صلته الطيبة ببعض نجوم الدراما السورية، إضافة إلى الشبه الكبير بينه وبين شقيقه، حتى إنّ المعجبين لا يتوقفون عن طلب الصور التذكارية منه. لكنه صار يفهم المعادلة، فبمجرّد أن يسلّم عليه شخص لا يعرفه، يرد عليه بالقول: «أنا أخوه». هكذا، ظلّت رغبته في اقتحام عالم الإنتاج التلفزيوني مجرّد أحلام. لكن أخيراً، قرّر قنوع أن يقدم صيغة مختلفة للاحتفال بعيد الأم هذا العام. المناسبة التي ارتبطت بوجدان الشعب العربي بطريقة يغزوها الحنين، وتسيطر على مفاصلها حالة من الحزن، ازدادت في الشام مع اكتساح حرائق الحرب غالبية أرض سوريا، وتعرّض الآلاف من الأمهّات السوريات لفقدان أبنائهن. ارتأى قنوع أن يقدّم احتفالية مختلفة لهذه الأمسية في أحد فنادق دمشق مساء الحادي والعشرين من الشهر الحالي، على أن تكون صيغة متفائلة، تشجّع على الفرح. إذ سيقدّم حفلة يحييها نجم الغناء الشعبي في سوريا بهاء اليوسف، والمغني الحلبي عبد الله السرميني. في حديثه معنا، يوضح قنوع أنّه «اخترت أن تكون الأمسية مشغولة بمنطق الفرح والرقص، وفقاً لما يستهويه مزاج الجمهور السوري من اللون الشعبي، إلى جانب عراقة الطرب الحلبي وأصالته. على هذه الهيئة، نكون قد خرجنا من حالة الحزن المرافقة لهذه المناسبة، وقد ازدادت في فترة الحرب، لنجرّب تقديم نموذج مختلف يجمع في حفلة واحدة بين العراقة الطربية، واللون الشعبي والأشياء التي تدعو للرقص الفرح».