منذ أكثر من عام، تُدار ثانوية رسمية في بيروت خلافاً للأصول الإدارية استناداً إلى قرار همايوني من وزير التربية عباس الحلبي بإعفاء مديرتها من دون اتّباع الإجراءات المعتادة. فمن باب التعسف والكيدية، أعفى الحلبي مديرة «ثانوية المفتي الشهيد حسن خالد - حوض الولاية الرسمية» بالتكليف سعاد قصاص من مهامها، بعدما رفضت تسجيل طالب مطرود من مدرسة أخرى بسبب سلوكه السيّئ تقدّم بطلبه خارج المهلة القانونية. قرار الإعفاء لم يقترن بتكليف أي موظف بتسيير شؤون الثانوية، فبقي الوزير والمدير العام ومدير التعليم الثانوي يتسلّمون، طيلة عام كامل، كل المعاملات الموقّعة من قصاص بصفتها مديرة بالتكليف، وبالتالي واصلت مهامها في تسيير المرفق العام، قبل أن يتذكّر الوزير قراره في 27 آذار الماضي. يومها، اقتحمت رئيسة دائرة التعليم الثانوي بالتكليف دينا عثمان (زوجة شقيق المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان) الثانوية، بمواكبة أمنية، مع عدد من موظفي الوزارة لتنفيذ قرار إعفاء قصاص من الإدارة، وجرى العبث في الموجودات والمستندات وتغيير الأقفال، وطُردت المديرة عملياً من دون أن تجري أي عملية تسلّم وتسليم وفق الأصول، ومن دون أن توقّع على مغادرة الثانوية أو تسلّم ملفاتها والسجلّات المالية حتى اليوم.
ورغم أن عثمان نفّذت عملية الاقتحام بحجة أنها مكلّفة من المدير العام للتربية بالتكليف عماد الأشقر بتسيير أعمال الثانوية، إلا أنها لم تداوم سوى يوم واحد فقط، وأوكلت المهام الإدارية إلى دارس منطقة بيروت محمد مطر، قبل أن تُكلَّف أمس الناظرة العامة في ثانوية فخر الدين الرسمية حسانة منيمنة بتسيير أعمال الإدارة في حوض الولاية.
وفيما تنتظر قصاص صدور الحكم النهائي عن مجلس شورى الدولة بشأن طلب وقف تنفيذ وإبطال قرار إعفائها من مهام إدارة الثانوية، رفعت أخيراً كتاباً إلى كل من وزير التربية والتفتيش التربوي شرحت فيه حيثيات القضية وكيف أن «قرار الإعفاء من مهامها بالتكليف أتى مخالفاً للأصول الإدارية ولا سيما أنها سبق أن أجرت امتحانات الإدارة، والوزارة هي من تقاعست عن موجباتها ودورها في استكمال دورة كلية التربية لاستكمال تعيينها». وأكّدت أن قرار الإعفاء «لم يستند إلى أي مخالفة إدارية»، لافتة إلى أن «أي عملية تسلّم وتسليم أو دراسة ميزانية أو أي عمل إداري يجب أن يتم بحضورها وفي مكتبها كونها لا تزال مديرة المدرسة بالتكليف، على أن تتم العملية بحضور التفتيش وأن يكون التخاطب معها بصورة خطية وليس عبر الموظفين أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي كما يحدث الآن».
وكانت قصاص تبلّغت أخيراً بكتاب من مدير التعليم الثانوي، خالد فايد، عبر الناظرة العامة في الثانوية وبواسطة الواتساب يطالبها فيه بمغادرة الثانوية والالتحاق بثانوية أمان كبارة شعراني كمعلمة تحت طائلة اتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة. واعتبر فايد في الكتاب أنه جرت عملية تسلّم وتسليم رسمية بين قصاص وعثمان، رغم أن ذلك لم يحصل فعلاً.