كانت الحلقة ما قبل الاخيرة من بودكاست Big Time (يعرض على mbc) الذي يقدّمه عمرو أديب وأصالة اللذان إستضافا فيه أيمن زيدان، بمثابة جلسة مليئة بالأحاديث المتشابكة والعبارات المليئة بالمدح. كما بدا أن الثلاثي كأنه يتسابق لتلميع صورة المملكة العربية السعودية، وتصويرها على أنها الراعية للفنّ في العالم العربي.إنطلقت الحلقة بترحيب حار بالضيف، قبل أن تتوقف صولا مطوّلاً للحديث عن زيدان وذكرياتها معه، ليردّ الممثل السوري على محاورته بإغراقها بالمدح المبالغ فيه ووصفها بأنها «فنانة غير عادية»، حسب تعبيره. ثم تتوقف المغنية وضيفها عند إجتماع السوريين في المهرجانات السعودية بعد غيابهم عن بلدهم، ليطلق زيدان دعوة في البرنامج، لوضع حدّ للخلافات بين السوريين والعودة الى وطنهم، قائلاً «الوطن لا يزال يعانقنا وكل هذه الاختلافات في القراءة السياسية لا تهزمنا ولا تهزم احلامنا».
أكثر من نصف ساعة في بودكاست Big Time عبارة عن حشو كلام لا حاجة له أبداً، لكنه يخدم المهمة التي إنطلق بها العمل وهو تلميع صورة المملكة فحسب.
يكيل الثلاثي المدح من مختلف الجهات. وفي النصف الأخير من البودكاست الذي تبلغ مدّته ساعة وعشر دقائق تقريباً، يبدأ زيدان بالتحدث عن الحياة والموت والعمل. وهو الكلام الذي يبرع فيه الممثل المعروف، ويلمس قلب المشاهد بإحساس عال.
يتوقف زيدان جيداً عن فقدان الأحبة في الحياة، قائلاً «فقدت اصغر أبنائي وأصغر اشقائي. فكرة الأصغر تؤلم لأنّ الحياة تقول إنّ الآباء يشيعون أبناءهم، لكن عندما تتحوّل المعادلة عكسية تصبح صعبة. لملمة الجراح تتطلب المزيد من الطاقة. لقد عشت هذه التجربة في الجزء الثاني من مسلسل «يوميات مدير عام»، عندما كان إبني يعاني من مرض السرطان، كنت أزوره يومياً في المستشفى لتلقي العلاج، ثم اذهب الى مكان التصوير لتقديم مشاهد كوميدية وساخرة. من هذه التجربة عرفت ماذا يعني أن تكون فناناً».
كان يمكن اختزال البودكاست إلى ربع ساعة فقط تصلح للإستماع، أما بقية العمل فهو تكرار ودلع أصالة على «عمورة» كما تناديه المغنية السورية، بينما يبرع المقدم المصري في الصراخ بصوت مزعج، ويتفنن في قطع حديث ضيفه فينسى أنه المحاور.