لم يكن بالوارد أن يتوقف أي سرفيس من أجل إقلالي إلى بدارو من كورنيش المزرعة. لكني جرّبت حظي، بدون فائدة تذكر، إلى أن لمحته يقترب: سيارة مرسيدس موديل «أبو خشبة»، مهرهرة مهكعة مخلّعة.. تتهادى مقتربة مني كأني بها غير متعجّلة لشيء في الحياة، أو تمشي بإيقاعها الخاص المتمهّل. وعندما سألني السائق العجوز: «لوين يا متموزيل؟»، وهي مناداة عادت لتؤنس أذني منذ قصصتُ شعري على الزيرو، خجلت أن أرفض استقلال سيارته التي حدست أن حالها من الداخل ليس بأفضل من مظهرها الخارجي.
لكني أجبته تهذيباً: «بدارو يا عم؟» وللمفاجأة قال لي: «إيه اطلعي اطلعي..».
ما إن «طلعت»، حتى بدا أني دخلت إلى غرفة تعبق برائحة العرق البلدي! ينظر السائق العجوز بعيون زائغة مرحة إليّ في مرآته، ويمازحني: «تكرم عينك، ع بدارو، ع كندا.. وين ما بدك بروح! في أحلى من الرواق متموزيل؟». ثم يكمل حديثه مع الراكب إلى جانبه.
ما إن قطعنا «مصلّبية» ثكنة الحلو حتى بدأ السير يتباطأ إلى أن توقف تماماً تحت جسر الكولا. وإذ بالسائق الظريف، ينظر إلى سيارة حاذتنا كتب على لوحتها: «دمشق». داخل السيارة حشرت عائلة نفسها بكبارها وصغارها، وبدا من حجاب السيدات الأنيق، بالأسود والأبيض (وهو حجاب الشوام عادة) أن العائلة آتية من العاصمة السورية المشتعلة وأنها ميسورة بعض الشيء.
لكن، ما إن حاذتنا السيارة، حتى التفَتَ السائق إلى ركابها متمعّناً للحظة. وما إن استوعب أنهم سوريون حتى قال لهم بصوت عال الجملة التالية وهو يضحك: «شووووو؟ من الشام؟ يا أهلين.. زمطّوا؟ عال.. الحمدلله ع السلامة والله». همّ باستئناف كلامه، إلا أن السيارة الشامية كانت قد تقدمت قليلاً، فقد كان السير يتقدم على «قلبة الدولاب»، لكننا ما لبثنا أن حاذيناهم مرة أخرى، فإذ بالسائق، الذي كان قد مدّ رأسه وذراعه خارج الشباك وكأنه ينتظر أن تحاذيه السيارة مرة أخرى يقول وهو يضحك وهو يلوح برأسه السكران يمنة ويسرة: «بدكن حرية؟ إيه حرّوا لقلّكم حرّوا على كورنيش المزرعة... هههههه».
تحاول السيدة المحجبة في المقعد الخلفي أن تكتم ضحكتها بكفها، لكنها لا تنجح، في حين كان عدد كبير من الأولاد المحشورين بجانبها ينظرون إلى سائقنا الظريف وهم يضحكون..يبدو انهم لم يزعلوا من كلامه الذي قد يفسر انه شماتة.
تشجّعه ضحكاتهم وضحكاتنا على مواصلة البثّ: «عم تضحكوا؟ ههه. إيه ضحكوا ضحكوا.. الله لا يعطيكم عافية.. كنت اطلع عالشام بمية دولار، عبّي صندوق السيارة بكل شي وما شوف وج المرا لآخر الشهر.. بدكن حرية؟ الله لا يعطيكم العافية.. خربتولي بيتي».
ثم يلتفت إليّ وأنا لا ازال أضحك قائلاً: «ولاّ شو متموزيل؟..» ثم يذّبل عيناه المحمرّتين من العرق وهو يقول «تسلملي هالضحكة بتشرح القلب.. مستعجلة على بدارو؟».
الضحك على مآسي الناس
مجهول - 5/27/2013 2:50:40 PM
ما هو حقاً مؤلم في هذا المقال هو ضحك ضحى شمس على مآسي الناس ومديح القراء لها. هل تنشر الاخبار فقط المديح لكاتبة المقال التي من الواضح جداً ان عندها درجة عالية من "الإيغو"؟ لا اعتقد ان الاخبار ستنشر تعليقي هذا.
انقر للتصويت |
في شغلة أسمها الكوميديا
سوري سوري - 6/25/2013 8:29:25 AM
في شغلة أسمها الكوميديا السوداء ، والوضع بسوريا عبارة عن كوميديا سوداء ، إذا انت مو قدران تتذوق هالنوع من النصوص يا ريت تحتفظ برأيك لنفسك وتراجع المقال بعيون أخرى لعلك تشوف الجوهر ورا الكوميديا السوداء . :\
انقر للتصويت |
Y______Y
مجهول - 5/15/2013 8:15:32 PM
دمعو عيوني آخ يا بلدي شو كنتي حلوة
انقر للتصويت |
كتير حلو!!!
مجهول - 5/13/2013 12:54:31 AM
ضحكتيني من كل قلبي!!! كتير حلو ست ضحى... إيخليلنا إياكي!
انقر للتصويت |
ضحكة ريتها ما تبلى،سكران عرف جمالك وروحك المرحة
مجهول - 5/11/2013 6:27:07 PM
ضحكة ريتها ما تبلى،سكران عرف جمالك وروحك المرحة،وعرف انو يلي عم يصير بسوريا خراب بيوت،فكيف بالصاحيين،يلي مش شافين. يسلم قلمك،بس ترجع الشام متل ما كانت بدي روح معه ل هالمهضوم ع الشام والعرق ع حسابي الام وبنتها،او كسارة. مجهول للمعلوم. <a href="http://www.imgzero.com/">Imgzero</a>
انقر للتصويت |
عينيه...
مجهول - 5/11/2013 3:31:29 AM
يذبّل عينيه المحمرّتين...
انقر للتصويت |
مؤلم فعلا
مجهول - 5/8/2013 10:40:38 PM
بكل مودة ست ضحى ,,, من المؤلم فعلا ان تتحول مأساة شعب بأكمله إل ملهاة وحالة للتندر من قلم محترم مثل قلمك وانسانة لها توجهات راقية مثل توجهاتك ,,, اعذريني
انقر للتصويت |
المأساة الملهاة
مجهول - 5/9/2013 8:01:01 PM
صديقي او صديقتي صاحبة التعليق اعتذر لو كنت قد احسست باي اهانة او الم من كلام السائق في المقالة..لكن يا صديقي السخرية هي شكل من اشكال نشر الوعي والرجل يعبر عن رأي فئة كبيرة من اللبنانيين والسوريين. ولا اخفيك ترددت بالنشر للسبب الذي ذكرته انت، لكني قلت في النهاية ان السخرية، وهي ليست سخريتي هنا كما قد تكون قد لاحظت،هي اداة للتعبير ايضا. فعذرا لو كنت قد احسست باي اساءة. بكل مودة واحترام ضحى شمس
انقر للتصويت |
بيلبقلك لقب "ليني ريفنتسال
مجهول - 5/8/2013 6:45:50 PM
بيلبقلك لقب "ليني ريفنتسال لبنان وسوريا" يا ضحى
انقر للتصويت |
مهضومة .. مهضومة من وين
مجهول - 5/8/2013 6:02:03 PM
مهضومة .. مهضومة من وين بتجيبي هالحكي تسلمي ما احلاكي ما في مرة الا بتضحينا من القلب :) وهيدي ضحكة على الحساب
انقر للتصويت |
شكراً على هاللقطات الحلوة يا
مجهول - 5/8/2013 3:20:59 PM
شكراً على هاللقطات الحلوة يا متموزيل ضحى شو رأيك بالاقتراح تجمعي لقطاتك بمذكرة وتسميها "مذكرات متموزيل ضحى والسرفيس"؟ فكرة حلوة؟؟
انقر للتصويت |
متموزيل ضحى والسرفيس
مجهول - 5/8/2013 2:50:38 PM
حلوة منك يا متموزيل هاللقطات اقتراح تجمعيها بكتيب وتسميها "مذكرات المتموزيل ضحى والسرفيس"
انقر للتصويت |
هذه ليست مقالة صحافية و حسب
مجهول - 5/8/2013 12:29:16 PM
هذه ليست مقالة صحافية و حسب هذه رواية صغيرة و من أجمل ما قرأت! شكراً ضحى شمس
انقر للتصويت |
حكي سرفيسات
مجهول - 5/8/2013 9:06:50 AM
يا عزيزتنا المتموزيل... كنت سألتك مرة من المرات إذا كان في رابط أو طريقة نقدر نقرأ فيها مدوناتك السابقة بخصوص السرفيسات. في مجال يا متموزيل؟ شكراً لك على بسمة الصباح بعد كل هالكدر وهالنومة على وجنا طب من بعد نشرة الأخبار!! جاد
انقر للتصويت |
الى جاد..حكي سرفيسات
مجهول - 5/8/2013 2:52:01 PM
عزيزي جاد..اللينكات مختلفة لانو في شي بالاخبار وفي شي بالسفير. المهم "غوغلني" وبتلاقيهم كلهم(تقريبا) مأخوذين عن مواقع تانية تناقلت المقالات. بس اكتب "حكي سرفيسات." وبيطلعولك. وبوعدك رح ارجع أكتب حكي سرفيسات..اصلا هيدا المقال شو؟.. مودتي الدائمة ضحى شمس
انقر للتصويت |
هيدا حكي
مجهول - 5/8/2013 5:12:13 PM
عزيزتنا ضحى، منغوغل ما في مشكل وأنا بضم صوتي لأصوات الشباب والصبايا بإنك تجمعي هالمقلات بكتيب تحياتي جاد
انقر للتصويت |
وسكران كمان ...
مجهول - 5/8/2013 8:18:03 AM
رائعة ... وأروع ما فيها الواقعيّة . كالعادة، تذكّريني بأبو الواقعيّة اللبنانيّة مارون عبّود. بس شجاعة إنّك تطلعي بسيارة واحد سكران !! ما تطوّلي الغيبة "متموزيل" ضحى. اسبرانس دبس.
انقر للتصويت |
مارون عبود يا اسبرانس
مجهول - 5/8/2013 5:58:41 PM
عزيزتي إسبرانس هذا الكلام هو احلى مديح لشغلي. فمارون عبود أبو الأدب الساخر اللبناني وسعيد تقي الدين الساخر والاديب الكبير ايضاً والعظيم أحمد فارس الشدياقن هم ايقونات ثلاثة كنت شغوفة بقراءتهم حتى اليوم..عندهم بالنسبة لي لاثالوث الادبي المقدس: اللغة المتينة، العين الدقيقة بالنظر الى المجتمع والسخرية الذكية..شكرا أسبرانس اسعدت نهاري ضحى شمس
انقر للتصويت |
تبادل الأدوار
مجهول - 5/10/2013 12:02:30 AM
لطالما احتكرت دور "إسعاد نهارنا" ... شكراً لإعطائي هذا الپريڤيلاج هذه المرّة :)
انقر للتصويت |
حرية على كورنيش المزرعة
مجهول - 5/7/2013 11:12:22 PM
رحنا و لا جينا بظلنا مربوطين بالواو الكافرة
انقر للتصويت |
معه حقك ل المهرهر
مجهول - 5/7/2013 10:39:02 PM
ضحكة ريتها ما تبلى،سكران عرف جمالك وروحك المرحة،وعرف انو يلي عم يصير بسوريا خراب بيوت،فكيف بالصاحيين،يلي مش شافين. يسلم قلمك،بس ترجع الشام متل ما كانت بدي روح معه ل هالمهضوم ع الشام والعرق ع حسابي الام وبنتها،او كسارة. مجهول للمعلوم.
انقر للتصويت |
ببكي ولا بضحك
مجهول - 5/7/2013 6:15:33 PM
المضحك المبكي شكرا لك ضحى الشمس
انقر للتصويت |
جدار لصوت
مجهول - 5/7/2013 5:42:42 PM
هههههه مهضووووووووووم!! وبيغازل كمان!
انقر للتصويت |