البقاع ـــ عفيف دياب
العشرات يجمّدون نشاطاتهم وكوادر في التيار تزور أقطاباً في المعارضة

أثارت التشكيلة القيادية الجديدة لتيار «المستقبل» في البقاع موجة من السخط والغضب داخل صفوف التيار في مختلف مناطق البقاع. فالتشكيلة (نشرتها الأخبار يوم الجمعة الماضي) لم تكن كما كان متوقعاً، أو، بالأحرى، لم تلبِّ رغبات قياديين وكوادر كانوا يتوقعون أن تأتي أسماء اللجان على غير ما صدرت، إذ كانت التوقعات أن تخرج بأسماء لها وزنها وحضورها السياسي والشعبي، على حد قول أحد القياديين المعترضين على التشكيلة الجديدة، الذي أكد لـ«الأخبار» أن «جمهور تيار المستقبل انتظر طويلاً صدور أسماء التشكيلة لتنظيم صفوفه والانطلاق في ورشة عمل تنظيمية، لكن طريقة إعلان أسماء لجان القيادة في البقاع جاءت تحت جنح الظلام، ولم يُستشر فيها أحد من المعروفين بتاريخ علاقتهم ودورهم في التيار منذ أيام الرئيس الشهيد رفيق
الحريري».
وأوضح القيادي أن التشكيلة الجديدة للتيار أدت إلى «حدوث انتفاضات» داخل صفوفه في مختلف مناطق البقاع، ولا سيما في البقاعين الأوسط والغربي «حيث عقدت منذ يوم الجمعة الماضي حتى اليوم (أمس) عشرات الاجتماعات التي قُدّمت فيها استقالات من كوادر أعلنت اعتراضها على التشكيلة الجديدة، وهناك كوادر توجّهت الى بيروت وأبلغت القيادة المركزية رفضها واعتراضها على أسماء اللجان، وأنها تعتبر نفسها خارج تيار المستقبل».
موجة الاستياء العارم، وسقف الاعتراض المرتفع داخل «المستقبل» في البقاع، لم يهدآ منذ يوم الجمعة الماضي، وترافقا مع اتهامات متبادلة بين «المستقبليين»، إذ انتشرت بسرعة البرق الاتهامات المتبادلة بـ«العمالة لسوريا»، وأن «فلاناً» من «بقايا الاستخبارات السورية أو حزب البعث، وكان يكتب التقارير ضد تيار المستقبل ولا يزال حتى اليوم يقوم بذلك»، وأن قوى سياسية حليفة لتيار «المستقبل» ضغطت لتعيين مقرّبين منها في القيادة الجديدة و«أبعدت مقربين عملوا بكل جد ونشاط من أجل التيار وها هم يبعدون عن القيادة».
وقال معترضون لـ«الأخبار» إن «الطريقة التي أُبلغت فيها التشكيلة لأنصار التيار لا تختلف عن أسلوب عمل الاستخبارات السورية أيام وصايتها على لبنان، فحال التيار اليوم تشبه حال حزب البعث أيام الوصاية السورية، إذ لم يكن يرفض استقبال أي عضو أو منتسب إليه، وبات «المستقبل» في البقاع أجنحة تتصارع، فيما القيادة المركزية توالي هذا الجناح على حساب الآخر بدل العمل من أجل الوئام والوفاق». ويعدّد المعترضون أسماء بعض من في التشكيلة الجديدة ويقولون: «هذا كان عضواً في حزب البعث، وذاك وضع الحزب التقدمي الاشتراكي اسمه في التشكيلة، وفلان كان بالأمس في سوريا، وحتى أحد الذين جاءوا من بيروت لإبلاغنا بالتشكيلة يعرف معظم ضباط الاستخبارات السورية اليوم في ريف دمشق».
وفي مقابل هذا الاعتراض الجديد، عُقدت خلال اليومين الماضيين سلسلة اجتماعات لكوادر من «المستقبل» في بر الياس وسعدنايل وكامد اللوز ومجدل عنجر، أبدى خلالها المجتمعون اعتراضهم الشديد على القيادة الجديدة، واقترح بعضهم إصدار بيان موقّع يعلنون فيه اعتراضهم ورفضهم العمل في ظل القيادة الجديدة. لكن آخرين طلبوا التريّث بانتظار عودة النائب سعد الحريري من الخارج لبحث الأمر معه واستبيان «الخيط الأبيض من الأسود» على حد قول أحدهم في اجتماع بر الياس، فيما قال آخر في اجتماع آخر بعدما ضرب بيده بقوة على الطاولة: «نحن لا نعترف بالقيادة الجديدة... ونقطة على السطر».
أما في كامد اللوز التي تسمى «قريطم البقاع»، فقد توصلت اجتماعات «الاعتراض» الى تجميد العشرات نشاطهم في التيار. وقال أحدهم إن رئيس قطاع الشباب في التيار نادر النقيب زار البلدة وسمع «أصوات» الاحتجاج، واعداً بنقلها الى المعنيين في بيروت و«سنعمل على تجميد عمل القيادة الجديدة حتى نجري انتخابات داخل التيار».
وإزاء هذا الواقع الجديد، فإن الأكثر إثارة هو استقبال أحد أقطاب المعارضة اللبنانية في البقاع الغربي، في الأيام الماضية، العشرات ممن يعتبرون كوادر فاعلة في تيار «المستقبل» في
المنطقة.