«كل ما هبّ الهوا بيعمينا دخان المزبلي»، يقول هود الطعيمي. هكذا لا يكاد منزل في الفاعور يخلو من عوارض صحيّة وحالات اختناق يعانيها الأطفال وكبار السنّ من حين الى آخر، في الأوقات التي تتسلل فيها سحب الدخان من النوافذ المغلقة الى داخل غرف المنازل، وخصوصاً في ساعات الفجر الأولى. ويلفت الرجل إلى أن جميع العرائض التي رفعها أهالي البلدة والقرى المجاورة إلى المسؤولين في محافظة البقاع تكدست في الأدراج، فيما ذهبت الوعود التي أغدقها المعنيون بإيجاد حلّ جذري للمشكلة هباءً منثوراً.
تعد شركة إيطاليّة لتنفيذ معمل فرز النفايات بتكاليف 3 ملايين دولار
تشير هاجر النمر بيدها إلى سحب الدخان المتصاعدة من المكبّ، وتقول: «شوف شو هالمنظر، يا ريت هالزعما بييجوا بيسكنوا شي ساعتين عنا، والله تعبنا وما عدنا نتحمل دفع ثمن أدوية وتكاليف معالجة». المرأة وطفلها (10 سنوات) يعانيان من مرض الحساسيّة المزمنة.
لا تسمح الإمكانات بتحويل نفايات بر الياس إلى مكب زحلة
ينفي الميس ما يتردد بشأن تحويل اعتمادات هذا المشروع الى الشمال، واعداً ببذل الجهود لمعالجة وضع المكبّ الحالي بانتظار إنجاز معمل الفرز. وعن إمكانيّة تحويل نفايات بلدته الى مكبّ زحلة، يقول الميس إنّ الإمكانات الماديّة لبلديته لا تسمح بتغطية التكاليف التي تتجاوز 120 ألف دولار سنوياً.
زراعات بديلة
يقع مكب النفايات في سهل بر الياس على تخوم أراضي بلدة كفرزبد على مساحة 50 ألف متر مربع، ويفصل بينهما نهر الفاعور.
المكب الذي يتسبب بأضرار صحية وبيئية أصبح مسرحاً للكلاب الشاردة وتحوّل إلى ما يشبه الجبل، الأمر الذي أجبر أصحاب الأراضي المحيطة على التوقف نهائياً عن زراعة أراضيهم التي أصبحت بوراً، أو التحوّل إلى زراعة المنتجات تحت الأرض مثل البطاطا والبصل والجزر الأقل تأثراً بالتلوث، وأقلعوا بالتالي عن الزراعات فوق الأرض لا سيما الخس.