وعلى الطريقة الأميركية نفسها، تدفع واشنطن إلى تحقيق اختراق في المفاوضات خلال الأيام القليلة المقبلة، وبشكل خاص خلال الاجتماع الذي سيُعقد اليوم في القاهرة، وسيجمع إلى جانب رئيس الاستخبارات الأميركية، رئيسَي «الموساد» و«الشاباك» ومسؤولين إسرائيليين آخرين في ملف الأسرى، إضافة إلى رئيس الوزراء القطري ورئيس الاستخبارات المصرية. وهذا الفريق، هو نفسه الذي توصّل إلى ما عُرف بـ«اتفاق الإطار» التفاوضي في باريس قبل أسابيع. ونقلت وكالة «أسوشييتد برس»، عن مسؤول أميركي رفيع، قوله إن «إمكانية التوصّل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار هيمنت على مكالمة بايدن ونتنياهو الأخيرة»، وإن «اتفاق الإطار جاهز إلى حد كبير للتوصّل إلى صفقة تبادل ووقف القتال، لكن هناك فجوات».
أبلغ المصريّون حركة «حماس»، «رفضهم التامّ والقاطع» لأي عملية عسكرية برية للجيش الإسرائيلي في رفح
من جهة أخرى، وفي مباحثات مع المصريين حول الصفقة، طلب الأخيرون من وفد حركة «حماس» العودة إلى القاهرة، «لأنه سيكون هنالك جديد بعد الاجتماع الأميركي - المصري - القطري - الإسرائيلي»، بحسب مصادر مطّلعة تحدثت إلى «الأخبار». وبحسب المصادر، فإن «الحركة ردّت بإيجابية، وقالت إنها سترسل وفداً». وبحسب معلومات متداولة، فإن «الوفد الإسرائيلي المفاوض وصل مساء أمس إلى القاهرة»، كما وصل مندوبون عن رئيس الاستخبارات الأميركية، وليام بيرنز، تمهيداً لاجتماع اليوم. وفي السياق نفسه، قال القيادي في حركة «حماس»، أسامة حمدان، إنه «خلال لقاء وفد الحركة في القاهرة، تمّت مناقشة ردّنا على مقترحات باريس»، لكن «ما عرضه الاحتلال من معادلات لتبادل الأسرى يؤكّد أنه غير جاد»، في إشارة إلى عدم قبول العدو إلا بإطلاق 3 أسرى فلسطينيين، مقابل كل أسير إسرائيلي في المرحلة الأولى من الصفقة. وأضاف حمدان أن «الحركة اطّلعت أمس على ردّ الاحتلال بشأن مقترح باريس»، واصفاً إياه بأنه «تراجع عن مقترح باريس، ويضع عقبات لا تساعد في إبرام اتفاق».
وبخصوص العملية العسكرية في رفح، «أبلغ المصريّون حركة «حماس»، رفضهم التامّ والقاطع لأي عملية عسكرية برية للجيش الإسرائيلي في رفح»، مضيفين «أنهم لن يسمحوا مهما كان الثمن بأن يتوجّه اللاجئون إلى الأراضي المصرية»، بحسب المصادر المطّلعة نفسها. لكن، تقرّ هذه المصادر بأن «المصريّين اقترحوا على الإسرائيليين توجيه الناس إلى المنطقة الوسطى في غزة، وخاصة دير البلح وإعلانها منطقة آمنة»، ما يُظهر تناقضاً وتخبّطاً في الموقف المصري. وفي السياق نفسه، نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن مصادر مطّلعة أن «تل أبيب تقترح إنشاء مخيمات جنوب غرب غزة كجزء من خطة لإجلاء سكان رفح قبل اجتياح الجيش للمنطقة». وأضافت الصحيفة أن «المقترح الذي قدّمته إسرائيل إلى مصر، يتضمّن إنشاء 15 مخيماً يضمّ كل منها 25 ألف خيمة، تكون مصر مسؤولة عن إقامتها، إلى جانب مستشفيات ميدانية بتمويل من أميركا ودول أخرى».