منذ احتلاله مدينة القدس عام 1967، لم تنقطع محاولات العدو الإسرائيلي تكريس سيطرته على هذه المدينة، من دون أن يفلح إلى الآن في فرضها. وعلى رغم ما حملته «مسيرة الأعلام» أمس من ممارسات استفزازية وعربدة بحق المقدسيين، إلّا أن مجرد حشد الآلاف من عناصر شرطة الاحتلال من أجلها، وإعلان الاستنفار على الجبهات كافة توازياً معها، وتحويل المدينة المقدسة إلى ثكنة عسكرية لتمريرها، لأوضحُ دليل على أن تلك المحاولات لا تزال تبوء بالفشل، لا بل إنها تستلزم عاماً بعد عام مزيداً من الإشغال والإجهاد، اللذَين لا يحجبهما تفاخر بنيامين نتنياهو بأن حكومته استطاعت التغلّب على التهديدات المحدقة بالمسيرة. مع ذلك، فإن مخطّطات التهويد في القدس لا تزال متواصلة، وهي لن تنقطع ما دام الاحتلال قائماً، متّخذةً أشكالاً متعدّدة ما بين هدم البيوت وتهجير الأهالي واستباحة الأقصى والاستيلاء على الأراضي والعقارات، وآخرها «مدرسة اليتيم العربي» التي يتربّص بها خطر التسريب