سحبت السعودية خلال الأيام الماضية المزيد من قواتها من محافظة حضرموت وجزيرة سقطرى
وبحسب مراقبين عسكريين في صنعاء، فإن التوجّه السعودي نحو حشد الميليشيات المتطرّفة من أراضي المملكة في اتّجاه مأرب، قد يدفع «أنصار الله» نحو إنهاء الهدنة غير المُعلَنة في جبهات الحدّ الجنوبي، علماً أن آخر العمليات العسكرية التي نفّذها الجيش و«اللجان» هناك كانت في منتصف العام الجاري، حيث تمكّنا من إحراز تقدّم كبير على الأرض، وصولاً إلى مدينة الخوبة الواقعة على بعد 15 كلم من مدينة جيزان، وأثبتا قدرتهما على الوصول إلى منطقة الدرب غرب أبها، والتوغّل في جيزان ونجران، والسيطرة على مدن سعودية كبيرة. وفي هذا الإطار، تُعرب مصادر عسكرية، في حديث إلى «الأخبار»، عن اعتقادها بأن «اشتعال جبهات الحدّ الجنوبي للمملكة لن يتوقّف هذه المرّة إلّا بتوقّف العدوان ورفع الحصار، ودفع كامل التعويضات عن الأضرار التي طاولت البنية التحتية اليمنية والخسائر المباشرة وغير المباشرة التي تكبّدها اليمن خلال السنوات الماضية من العدوان». وتضيف المصادر ذاتها أن «فتح جبهات نجران وجيزان وصولاً إلى ميدي على امتداد الشريط الحدودي، سيدفع الكثير من اليمنيين إلى المشاركة فيها كونها أوّل جبهات مباشرة مع العدو السعودي وفي عمق أراضيه، وستربك كلّ حسابات الرياض العسكرية في الداخل اليمني».
على خطّ موازٍ، سحبت السعودية، خلال الأيام الماضية، المزيد من قواتها من محافظة حضرموت وجزيرة سقطرى، بعد أن أجلت المئات من عناصرها من مدينة عدن، وخفّفت تواجدها العسكري في مطار عتق في محافظة شبوة. ووفقاً لمصادر محلية في جزيرة سقطرى، فإن «لواء الواجب» السعودي (808) الذي يتمركز في منطقة موري ومطار الجزيرة الدولي منذ عام 2018، باشر عملية سحب قوّاته وعدد من المدرّعات والآليات العسكرية من ميناء الأرخبيل، موضحة أن المواقع التي انسحبت منها القوات السعودية تمّ تسليمها لميليشيات موالية للإمارات. كذلك، أخلت القوات السعودية معسكر الخالدية في مديرية رماه في محافظة حضرموت من دون ترتيب مُسبق، عائدةً إلى بلادها. وكانت المملكة قلّصت قبل شهرين إدارة المعسكر المذكور، وحَدَّت من عدد الموظفين العاملين داخله. والجدير ذكره، هنا، أن إجمالي عدد المعسكرات التي افتتحتها الرياض منذ بداية الحرب، سواءً داخل اليمن أو خارجه، يتجاوز الـ30، بحسب مصادر عسكرية في قوات هادي.