تعيش المدينة حالة طوارئ غير معلَنة منذ أيام، توازياً مع عقْد اجتماعات أمنية وعسكرية عليا فيها
وفيما لا تتردّد المصادر في وصْف الجولة القتالية الحالية، التي بدأت منذ يوم السبت، بأنها "ما قبل الأخيرة"، تبدو الترتيبات العسكرية التي تجريها وزارة دفاع هادي للدفاع عن آخر معاقلها في مدينة مأرب، واضحة. إذ تعيش المدينة حالة طوارئ غير معلَنة منذ أيام، توازياً مع عقْد ثلاثة اجتماعات أمنية وعسكرية عليا فيها، للمرّة الأولى منذ عام. وذكرت وكالة "سبأ"، التابعة لحكومة هادي، أن وزير الدفاع، اللواء محمد علي المقدشي، ترأّس اجتماعاً، أوّل من أمس، لـ"اللجنة الأمنية العليا"، بحضور رئيس الأركان الفريق صغير بن عزيز، ووزير الداخلية إبراهيم حيدان، ومحافظ مأرب الموالي لحزب "الإصلاح" سلطان العرادة، لمناقشة مسار المواجهات والتهديدات الجديدة التي تلقّتها حكومة هادي وقواتها من قِبَل قبيلة عبيدة شمال مأرب. وجاء هذا الاجتماع بعد ساعة من آخر مماثل عُقد برئاسة حيدان في المدينة نفسها. وبالتوازي مع تلك الاجتماعات التي تعكس حالة الاستنفار لدى قيادة وزارتَي الدفاع والداخلية، أفادت مصادر محلية في مركز المحافظة، "الأخبار"، بأن "ميليشيات الإصلاح التي تدير أمن مأرب، كثّفت من تحرّكاتها الليلية خلال الساعات الـ48 الماضية، ونفّذت انتشاراً أمنياً واسعاً في شوارع المدينة وأحيائها الشمالية الغربية، كما فرضت حظر تجوال ليلاً في المناطق القريبة من المعسكرات والمنشآت الحكومية". وأشارت المصادر إلى أن "قوات هادي استغلّت هطول الأمطار خلال اليومين الفائتين لإنشاء عشرات السواتر الترابية في أطراف الأحياء الغربية والشمالية الغربية".
في هذا الوقت، تتسارع التوقّعات بانفجار الوضع عسكرياً بين قوات هادي وقبيلة عبيدة، التي أمهلت تلك القوات عشرة أيام لوقف عمليات تهريب النفط من الحقول الواقعة في نطاق أراضي القبيلة. لكنّ السلطات الموالية لـ"الإصلاح" رفضت التعاطي مع مطالب "عبيدة" المُقدَّمة في بيان صادر عنها في الـ14 من تموز الجاري، مُلوّحةً باستخدام القوّة ضدّ القبيلة في حال تنفيذها تهديداتها بوقف إنتاج النفط من عدد من الحقول. وهو ما ردّت عليه "عبيدة"، الإثنين، بحشد العشرات من مسلّحيها بالقرب من حقل ريدان في منطقة صافر النفطية، مؤكدة، في بيان آخر صادر عنها، أنها "تمتلك الحق والقوة، وستُنفّذ تهديداتها عملياً لوقف تهريب النفط".