أكدت مصادر حكومية فرنسية، في حديث إلى وكالة «فرانس برس»، أن باريس «لا تعتزم» سحب جنودها المنتشرين حالياً في العراق لتنفيذ مهمات تدريب، فيما أعلنت برلين أنها بدأت بنقل عسكرييها من العراق إلى دول مجاورة.الموقف الفرنسي غير الرسمي (حتى الآن) جاء بالتوازي مع اتصال هاتفي للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الإيراني حسن روحاني، امتد لنحو الساعة، وبحث خلاله الرئيسان آخر التطورات وأمن المنطقة وخطوة إيران لتخفيض التزاماتها في الاتفاق النووي⁩.
في موازاة ذلك، كتبت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي، في تغريدة على «تويتر»، أنه «بعد الأحداث التي وقعت في بغداد، عزّزنا منذ الجمعة الفائت مستوى حماية عسكريينا الفرنسيين المنتشرين في العراق. تم القيام بكل شيء لضمان أمنهم».
وأضافت أن «الأولوية اليوم هي كما كانت بالأمس، وينبغي أن تكون أولوية الغد: مكافحة داعش (تنظيم الدولة الإسلامية)... إن تهدئة التوترات في العراق والمنطقة أمر لا غنى عنه. يجب أن يتمكن التحالف الدولي ضد داعش من مواصلة مهمته».
وتنشر فرنسا العضو في «التحالف الدولي»، نحو مئتي عسكري في العراق، بينهم 160 يتولّون تدريب الجيش العراقي، وفق هيئة الأركان.
وفي وقت سابق الثلاثاء، وعلى خلفية تصاعد التوتر بين واشنطن وطهران، قرر الجيش الألماني نقل عدد من جنود قواته المنتشرة في العراق إلى دول مجاورة. وقال المتحدث باسم الجيش الألماني إن «جنوداً ألمانيين سوف يتم نقلهم من بغداد ومن منطقة التاجي الموجودة شمالي العاصمة إلى الأردن والكويت»، موضحاً أن ذلك «سيحدث عمّا قريب».
الخطوة الألمانية تأتي بعدما زاد قرار البرلمان العراقي السبت الماضي، بمطالبة الحكومة بإنهاء وجود أي قوات أجنبية على الأراضي العراقية، من حدة النقاش الدائر بين الساسة الألمان بشأن جدوى بقاء قواتهم في العراق. ووفق موقع «دويتشه فيله» الألماني، فإن حزب «الخضر» (معارضة)، اعتبر أن هذه الخطوة سحبت «الأساس المشتق من القانون الدولي لمهمة الجيش الألماني في العراق». كما سبق أن اعتبر حزب «اليسار» أنه بعد اغتيال سليماني بغارة أميركية، فإنه «لم يعد بالإمكان حماية الجنود الألمان في العراق».

«بلبلة» أميركية
على المقلب الأميركي، نفى وزير الدفاع مارك إسبر، في وقتٍ متأخر من مساء أمس، عزم بلاده على الانسحاب من العراق، وذلك بعد تقارير لوسائل إعلام تحدثت عن وجود رسالة من الجيش الأميركي تفيد بالانسحاب.
ولدى سؤاله عن الرسالة أضاف إسبر: «لا يوجد قرار على الإطلاق بالانسحاب من العراق»، مشدّداً على أنه لم تصدر حتى خطط للاستعداد للانسحاب. وتابع الوزير الأميركي بالقول: «لا أعرف ما هذه الرسالة... نحاول معرفة من أين أتت وما صفتها».
وأكد أن «تلك الرسالة لا تتوافق مع موقفنا الحالي»، وأن بلاده لا تزال ملتزمة بالتصدي لتنظيم «داعش» مع حلفائها وشركائها.
بيد أن مصادر إعلامية نقلت عن رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة قوله إن الرسالة المتداولة بشأن وضع القوات في العراق مسودة هدفها التنسيق وما كان ينبغي أن تُنشر. كما نقلت وكالة «رويترز» عن جنرال أميركي كبير قوله إن «صياغة الرسالة بشأن العراق سيّئة، وهي مسوّدة غير موقّعة تهدف إلى تسليط الضوء على زيادة مستوى تحركات القوات».
وفي الرسالة التي أثارت بلبلة واسعة، والتي وقّعها قائد قوة المهمات الأميركية في العراق، والتي أكد مسؤول عسكري أميركي وآخر عراقي صحتها لوكالة «فرانس برس»، أورد الجيش الأميركي أن قوات «التحالف» ستقوم «بإعادة تمركز خلال الأيام والأسابيع المقبلة».