تساقط الخطوط الدفاعية للقوات الموالية لـ«التحالف» دفع ألوية «الحماية الرئاسية» التابعة لهادي إلى التدخل لتعزيز جبهات قعطبة، بعدما استعرت الاتهامات المتبادلة داخل الجبهة السعودية ــــ الإماراتية بالخيانة وتسليم عدد من المواقع العسكرية لقوات الجيش واللجان في قعطبة ومريس. إلا أن تدخل تلك الألوية قوبل برفض القائد العسكري الخَفِيّ لجبهة الضالع، الضابط الإماراتي «أبو مالك»، الذي يقود عمليات «الحزام الأمني». ومنذ اللحظات الأولى، حاول «الحزام» منع «الحماية الرئاسية» من الدخول إلى قعطبة، لينفجر الوضع بعد 24 ساعة، حين أقدم الأول فجر الأربعاء الماضي على مهاجمة قوات هادي التي تموضعت داخل مبنى إدارة أمن قعطبة. ووفقاً لرواية «الحماية» للأحداث، فإن القوات الموالية للإمارات هاجمتها من الخلف بالأسلحة المتوسطة والثقيلة، ما اضطرها إلى الانسحاب إلى خارج مدينة قعطبة واتخاذ قرار العودة إلى عدن. إلا أن «الحزام» اشترط خروجها من دون سلاح، وهو ما تسبب باشتباكات مسلحة بين الطرفين، سقط على إثرها قتلى وجرحى. كما تعرضت مجاميع أخرى من «الحماية» لحصار في مريس والأزارق، ومُنعت من العودة إلى عدن بسلاحها وعتادها. في المقابل، اتهم الطرف الموالي لأبو ظبي، «الحماية الرئاسية»، التي يقول إن معظم عناصرها ينتمون إلى حزب «الإصلاح» (إخوان مسلمون)، بـ«القيام بتهريب سجناء من سجن إدارة الأمن في الضالع، والهروب من عدد من المواقع العسكرية إثر تعرضها لهجوم من قِبَل قوات الحوثيين».
هذا التنازع العلني أدى إلى انهيار في معنويات القوات الموالية لـ«التحالف»، وهو ما دفع بمحافظ الضالع المُعيّن من قِبَل هادي، علي مقبل صالح، إلى محاولة رفع المعنويات، بإعلانه عن قيادة مشتركة لجميع القوات الموجودة في الضالع. كما أعلن «الحزام الأمني» حالة الطوارئ والنفير العام في مناطق قعطبة وسناح وشخب، مع حظر تام للتجوال من الـ 9 مساءً حتى الـ 8 صباحاً، وحدّد 24 ساعة لحسم المعركة في الجبهات الثلاث، مطلقاً على العملية العسكرية اسم «معركة قطع النفس»، بـ«قيادة موحدة وغرفة عمليات مشتركة» تحت قيادة هادي العولقي.
تخوض القوات المشتركة معارك مع «الحزام الأمني» في جبهة ثرة في محافظة أبين
ومع فجر أمس الجمعة، أعلنت «قيادة العمليات المشتركة» تلك بدء العملية العسكرية لـ«تطهير الضالع ومريس وسناح»، ليقابَل ذلك بهجوم شرس مضادّ في أكثر من جبهة، أفقد القوات الموالية لـ«التحالف» توازنها خلال الساعات الأولى للمعركة، ودفعها إلى الانتقال من وضع الهجوم إلى وضع الدفاع. ووفقاً لمصدر عسكري في العاصمة صنعاء، فقد تمكنت قوات الجيش واللجان من كسر محاولة هجوم على عدد من المواقع في محيط مدينة الضالع، وباغتت المهاجمين بقصف عنيف ومكثف بمختلف الأسلحة على مواقعهم في قعطبة وبالقرب من سناح، وأجبرتهم على التراجع بعدما كبّدتهم «خسائر عسكرية فادحة».
يشار إلى أن قوات الجيش واللجان تمكنت، الشهر الماضي، من السيطرة على 1500 كيلومتر مربع في نطاق محافظتَي الضالع وإب، وحسمت سبع جبهات عسكرية، وألحقت بالقوات الموالية لـ«التحالف» خسائر بشرية ومادية. ومن المتوقع أن تتواصل المواجهات في ما تبقى من مناطق الضالع ولحج وأبين، حيث تخوض القوات المشتركة معارك مع «الحزام الأمني» في جبهة ثرة، الواقعة في نطاق مديرية لودر، في محافظة أبين.