صبرا تنام وخنجرُ الفاشيّ يصحو
صبرا تنادي ... مَن تنادي؟
كُلّ هذا الليل لي والليلُ ملح
يقطع الفاشيُّ ثدييها
يقلُّ الليل
يرقص حول خنجرهِ ويلْعَقُه
يغني لانتصار الأرزِ موالاً
ويمحو
في هدوءٍ في هدوء لحمَها عن عَظْمِها
ويمدِّدُ الأعضاءَ فوق الطاولة
ويواصل الفاشيُّ رقصَتَهُ ويضحك للعيون المائلَة
ويُجَنُّ من فرحٍ
صبرا لم تعد جسداً
يُرَكِّبها كما شاءتْ غرائزهُ
وتصنعها مشيئتهُ
يسرق خاتماً من لحمها ويعودُ من دمها إلى مرآتِهِ
ويكون بحر
ويكون برّ
ويكون غيم
ويكون دَم
ويكون ليل
ويكون قتل
ويكون سبت
وتكون صبرا
صبرا تقاطُعُ شارعيْنِ على جَسَد
صبرا نزولُ الروحِ في حَجَر
وصبرا لا أحد
صبرا هوية عصرنا حتى الأبد ...
(محمود درويش)
صبرا تنادي ... مَن تنادي؟
كُلّ هذا الليل لي والليلُ ملح
يقطع الفاشيُّ ثدييها
يقلُّ الليل
يرقص حول خنجرهِ ويلْعَقُه
يغني لانتصار الأرزِ موالاً
ويمحو
في هدوءٍ في هدوء لحمَها عن عَظْمِها
ويمدِّدُ الأعضاءَ فوق الطاولة
ويواصل الفاشيُّ رقصَتَهُ ويضحك للعيون المائلَة
ويُجَنُّ من فرحٍ
صبرا لم تعد جسداً
يُرَكِّبها كما شاءتْ غرائزهُ
وتصنعها مشيئتهُ
يسرق خاتماً من لحمها ويعودُ من دمها إلى مرآتِهِ
ويكون بحر
ويكون برّ
ويكون غيم
ويكون دَم
ويكون ليل
ويكون قتل
ويكون سبت
وتكون صبرا
صبرا تقاطُعُ شارعيْنِ على جَسَد
صبرا نزولُ الروحِ في حَجَر
وصبرا لا أحد
صبرا هوية عصرنا حتى الأبد ...
(محمود درويش)