على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

شاهدتُ مقابلة مع سمير عطالله. أنا أقرأ له بانتظام ولعقود. الكتّاب اللبنانيّون في صحف الخليج نوعان: غير الموهوبين (لا أتحدّث حصراً عن خيرالله خيرالله وهدى الحسيني) والموهوبون مثل سمير عطالله. له أسلوب جذّاب يشدّ. لكنّ عطالله منصرف لذمّ الشيوعيّة والناصريّة وكل أعداء النظام السعودي على مرّ تاريخه المعاصر. لكن ما استفزّني في المقابلة كلامه عن محمد حسنين هيكل. يقول عنه إنه خالٍ من المصداقيّة وغير مهني صحافياً. لم أصدِّق ما قال، وخصوصاً أنّه في نفس المقابلة اعترف أنّه في حياته الصحافيّة يُعدّ «محسوباً على السعوديّة»، ويُكرّر العبارة مزهوّاً. كيف توفِّق بين احترام المهنة وبين أن يكون الصحافي محسوباً على نظام عُرف بعدم قدرته على اجتذاب مؤيّدين بالمجّان (على عكس تجربة عبد الناصر)؟ يلوم هيكل لأنه كتب عن مصطفى أمين، مع أنّ الوثائق الأميركيّة أثبتت صحّة ما كتبه هيكل (على عطالله أن يطّلع على كتاب توم وينر «إرث من رماد» عن تاريخ الاستخبارات الأميركيّة). كانت مراسلات عطالله لـ «النهار» ممتعةً في القراءة، إذ إنه يُجيد وصف البلدان التي يزورها. لكن: لماذا لا يزال يحمل الضغينة ضد الناصريّة والشيوعيّة؟ عبد الناصر مات قبل أكثر من خمسين عاماً، والشيوعية اندثرت (وفي لبنان أصبحت الأرزة بحجم المنجل والمطرقة في رمز الحزب الشيوعي). يقول إن عاملةً في مكتب سفريات روسي في زمن الشيوعية وبّخته لأنه ضحك. المصداقيّة، يا سمير؟ يعترف بأنّ الأمير سلمان دافع عن منع «النهار» من دخول المملكة، إذ ذهب إليه كي يقول له إنه لا يريد أن يرأس تحرير الجريدة إذا كانت ممنوعة من الدخول. سلمان لم يعترض على مضمون الجريدة، بل اعترض على عدم إبراز أخبار المملكة (الخبر الذي أزعجه كان عن افتتاح جسر لم تضعه الجريدة على الصفحة الأولى). لماذا يتنطّح الكتّاب اللبنانيّون في صحف الخليج في العودة إلى الماضي لحمل ضغائن المملكة أو المشيخة أو السلطنة؟ ثم يقوم بهجاء النظام السوري مع أنّنا (نحن قرّاؤه) نتذكّر مدائحه لحافظ الأسد وابنه عندما كان الرجلان متوافقَين مع... المملكة.

0 تعليق

التعليقات