تستنكر حملة مقاطعة داعمي «إسرائيل» في لبنان، بأشدّ عبارات الاستنكار، تكريمَ «الجامعة الأميركيّة في بيروت» للصهيونيّة دونا شلالا في حفل التخرّج. وهي، أيضاً، تتضامن تضامناً كاملاً مع ناشطي مقاطعة «إسرائيل» داخل الجامعة ــ طلاباً وأساتذة.
شلالا، الحائزة شهادةَ دكتوراه فخريّة من جامعة بن غوريون، والمنضمّة إلى معهد بروكينغز اليمينيّ الصهيونيّ في الولايات المتحدة، عارضت المقاطعة الأكاديميّة التي تتزايد في العالم تجاه الجامعات الإسرائيليّة، المتواطئة مع الاحتلال والعنصريّة. بل هي زارت «إسرائيل» في تموز 2010، ضمن وفدٍ من رؤساء الجامعات الأميركيّة، بهدف زيادة التعاون بين هذه الجامعات وجامعات إسرائيل والسلطة الفلسطينيّة.

إنّ الحملة تودّ التذكيرَ بأنّ الجامعات الإسرائيليّة مسؤولة عن الإسهام في صياغة الأسطورة الإسرائيليّة الكاذبة عن «الديموقراطيّة» الإسرائيليّة. كذلك إنّ بعضَ علماء الجغرافيا والمهندسين المعماريين فيها مسؤولون عن تخطيط جدار الفصل العنصريّ وتنفيذه، بحسب المؤرّخ الإسرائيليّ الأبرز إيلان بابيه (مجلة الآداب، العدد 4-6، 2008). وللتذكير أيضاً، إنّ بعضَ متخرّجي القانون يعملون في المحاكم العسكريّة، وبعضَ متخرّجي كليّات الطبّ الإسرائيليّة يبرّرون التعذيبَ ويشاركون فيه (ديريك سمرفيلد، مجلة الآداب، العدد 12، 2008)! وشلالا، فوق ذلك، خدمتْ في عهد بيل كلينتون، الرئيس الأميركيّ المسؤول عن أقذر حصارٍ في العصر الحديث، حصارِ شعبنا العراقيّ الحبيب ــ وهو حصارٌ أدّى الى مقتل أكثر من مليون عراقيّ، معظمُهم من الأطفال. فما أرقى إنسانيّة شلالا، «وزيرةِ الصحّة والخدمات الإنسانيّة» في ذلك العهد!
إنّ حملة مقاطعة داعمي «إسرائيل» تدعو «الجامعة الأميركيّة في بيروت» إلى الاعتذار عن تكريم شلالا. فهذا التكريم، والتكريم الذي سبقه لولفنسون العام الماضي، يسيئان إلى سمعة هذه الجامعة، وإلى كرامة طلابها، وإلى ذكرى كبار متخرّجيها أو أساتذتها ــ وعلى رأسهم العظماء جورج حبش ووديع حدّاد وقسطنطين زريق وإحسان عبّاس. كذلك تدعوها إلى التزام مبادئ «الحملة الفلسطينيّة للمقاطعة الأكاديميّة والثقافيّة لإسرائيل» (المعروفة باسم «باكبي»).