بإتقان وانضباط عاليين، تجسد النجمة السورية أمل عرفة (الصورة) أدوارها التلفزيونية، كما أنها تعرف كيف تترك انطباعات عميقة لدى مشاهدها. خلال مشوارها، تخطت حدود المفهوم الاستهلاكي للتلفزيون، وصنعت ذاكرة طويلة في أدوار ومشاهد معينة.
على سبيل المثال، ما زال المشاهد يذكر جيداً تقاسيم وجه الأم المكلومة التي جسّدتها، وكانت بمثابة اختصار مكثّف لما عانته سوريا على مدار ست سنوات، وتجسيد حقيقي لتغريبة أهل الشام، في الدور الذي أدّته في ثلاثية «موطني» (من مسلسل «مدرسة الحب» كتابة نور الشيشكلي ومازن طه وإخراج صفوان نعمو). وقبلها، صفعت المتلقي، بجرعات مفرطة من القهر أثناء أدائها مشهد الانتحار في «غزلان في غابة الذئاب» (فؤاد حميرة ورشا شربتجي) إضافة إلى العديد من الشخصيات التي تظهر عرفة كمؤسسة فنية متكاملة يجب أن تستثمر سينمائياً. لكن منذ تسع سنوات، لم تقف ابنة الموسيقار الراحل سهيل عرفة أمام كاميرا سينما، بعدما جسدت دوراً في فيلم «الليل الطويل» (2009 حاتم علي) وفي تاريخها مجموعة تجارب سينمائية مهمة هي «شيء ما يحترق» (1993)، «صعود المطر» (1995)، «ذاكرة صعبة» (1998)، «مشروع أم» (2002). ومع غياب الفرص التلفزيونية ذات القيمة الفنية المهمة، حرصت النجمة السورية على استثمار وقتها في العودة إلى السينما مع المخرج المخضرم عبد اللطيف عبد الحميد من خلال فيلم من كتابته وإخراجه بعنوان «عزف منفرد» حيث سيتقاسم معها البطولة كل من فادي صبيح ورنا شميّس... الأخيران يجسدان زوجان لا يجتمعان على مشاعر حب، فليجأ الرجل إلى حب امرأة أخرى هي عرفة، وفق آلية قصص الحب الدائرة على أصوات القذائف ورحى المعارك، وهي التيمة التي يشتغل عليها صاحب «رسائل شفهية» منذ سنين طويلة.