أعلنت «حركة المقاومة الإسلامية ــ حماس» أنها ستكشف قريباً نتائج التحقيق الخاص باغتيال عضو جناحها العسكري، «كتائب القسام»، مهندس الطيران التونسي محمد الزواري، الذي اغتيل في كانون الأول 2016، على يد جهاز «الموساد» الإسرائيلي وفق اتهام «القسام»، على الأراضي التونسية، فيما التزمت إسرائيل الصمت، إذ لم تعلن ولم تنفِ في الوقت نفسه مسؤوليتها عن الاغتيال.
وقالت «حماس» في بيانٍ أمس، إنها «اعتمدت النتائج والتوصيات الواردة في التقرير النهائي، الذي قدّمته لجنة التحقيق في عملية اغتيال الزواري»، وذلك في اجتماع عقدته قيادة الحركة خارج فلسطين برئاسة ماهر صلاح. وأضاف البيان أن الحركة قررت «تكليف عضو مكتبها السياسي، محمد نزال، ورأفت مرّة، إعلان خلاصة التقرير (في مؤتمر صحافي الأسبوع المقبل وفق مصادر مطلعة)... من حق الرأي العام الفلسطيني والعربي والإسلامي الاطلاع على نتائج التحقيق». ولأول مرة، برز خلاف فجر أول من أمس، بين «حماس» الخارج و«حماس» الداخل. إذ بعد تسريب قيادي في الحركة الخبر إلى وسيلة إعلامية محسوبة على «حماس» الخارج، سارعت الحركة في الداخل إلى نفي نيتها نشر أي معلومات عن اغتيال الشهيد الزواري. وحسم صدور البيان الجدال لمصلحة وجهة نظر «حماس»الخارج. وبحسب المعلومات، فإنه سيعقد في العاصمة اللبنانية، بيروت مطلع الأسبوع المقبل مؤتمر صحفي يُكشَف فيه عن نتائج التحقيقات التي توصلت إليها المقاومة حول اغتيال الزواري.
على صعيد المصالحة الفلسطينية، أكّد البيان نفسه ضرورة أن تكون جولة الحوار التي جرت مع حركة «فتح» في العاصمة المصرية القاهرة «مقدّمة لحوارات فلسطينية شاملة وواسعة، تخرج بنتائج عملية». ورداً على شروط إسرائيل في رفض الدخول في مفاوضات مع السلطة الفلسطينية، قبل نزع سلاح المقاومة، واعتراف «حماس» بإسرائيل، قالت الحركة إنها «لن تسمح لتل أبيب بفرض أي شروط على الشعب الفلسطيني، ولن نسمح بتخريب خيارنا نحو المصالحة».
كذلك، رفضت رئاسة السلطة الشروط الإسرائيلية على المصالحة، قائلة إنها «مصلحة فلسطينية عليا». وأعلن المتحدث باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، أن «ما اتُّفق عليه في القاهرة، يسير في الاتجاه الصحيح لإنهاء الانقسام»، مضيفاً أن «أي ملاحظات إسرائيلية لن تغير الموقف الرسمي الفلسطيني».
ورغم هذا التوافق في رفض الشروط الإسرائيلية، لا تزال «حماس» ترى في خطوات السلطة تجاه الإجراءات العقابية أنها «بطيئة» وفيها «مماطلة». وتزامن ذلك مع حديث للسفير المصري الأول لدى السلطة، محمود كريم، الذي قال إن «حماس قدّمت كل ما عليها على صعيد استحقاقات المصالحة، فيما لم يقدم الرئيس محمود عباس وحركة فتح أي شيء حول هذه المصالحة».

أغلق الاحتلال عدداً من الشركات والمؤسسات الإعلامية في الضفة

تعقيباً على ذلك، قالت «فتح» أمس، إنها تواصل التزامها الكامل بما جاء في اتفاق القاهرة، مشددة على أنها «تسير بخطى حثيثة نحو تحقيق بنود المصالحة... بجداولها الزمنية المحددة». وذكرت الحركة أن بيانها جاء رداً على ما تناقلته وسائل إعلام مصرية من تصريحات «غير مسؤولة» لصحافيين وديبلوماسيين سابقين.
في هذا السياق، أكد رئيس «حماس» في غزة، يحيى السنوار، أن الحركة ستطبق اتفاق المصالحة وفق الآليات المنصوص عليها والمواقيت المحددة بكل «مسؤولية والتزام». جاء هذا الموقف في لقاء جمع السنوار وقادة الفصائل الفلسطينية في غزة أمس، وذلك «لوضعهم في صورة التطورات الأخيرة في ملف المصالحة وتفاصيل حوارات القاهرة»، وفق بيان رسمي.
في غضون ذلك، وصل إلى غزة أمس نائب رئيس حكومة «الوفاق الوطني»، زياد أبو عمرو، ومعه وفد من وزارة التربية والتعليم، وذلك للتمهيد لزيارة وزراء الحكومة المقررة الأسبوع المقبل. أيضاً، زار السفير الروسي لدى السلطة الفلسطينية، حيدر أغانين، القطاع أمس، حيث التقى رئيس المكتب السياسي لـ«حماس»، إسماعيل هنية، إلى جانب مسؤولين من الأمم المتحدة.
ميدانياً، شهدت مدن مختلفة في الضفة المحتلة أمس، حملة دهم كبيرة نفذها جيش العدو الإسرائيلي بحق عدد من شركات الإنتاج ومكاتب مؤسسات إعلامية فلسطينية أدت إلى إغلاقها لمدة لا تقل عن ستة أشهر. وجاء في ملصقات الجيش على المقارّ المغلقة أن سبب الإغلاق هو «بثها مواد تحريضية، والتشجيع والاحتفال والترويج للعنف والإرهاب ضد الإسرائيليين».
ومن أبرز مكاتب الشركات المغلقة «بال ميديا» و«ترانس ميديا» و«رامسات» في الخليل، جنوبي الضفة، حيث صادر العدو منها مواد إعلامية واعتقل شخصين وفجّر معداتها، وشمل الدهم مقارّ أخرى في نابلس (شمال) ورام الله (وسط). كذلك جاء في ملصقات الجيش تهديد للموظفين جاء فيه: «امتنعوا عن مدّ يد العون للإرهاب والتحريض، وبهذا تصونون مصدر رزقكم وتحمون عائلاتكم».
إلى ذلك، أصدرت «حماس» بياناً بمناسبة ذكرى صفقة «وفاء الأحرار» قالت فيه إن جنوداً إسرائيليين لا يزالون في «قبضة القسام»، وإن «مماطلة العدو هي مضيعة للوقت لن تغيّر من واقع الحال شيئاً، (إذ إنه) سيدفع ثمن حريتهم بكل وسيلة وتحت أي مطرقة في صفقة وطنية تكسر كل المعايير في احتفال وطني مهيب».