عندما إلتحق السيناريست السوري فؤاد حميرة (الصورة) بكلية الآداب في قسم الإعلام في جامعة دمشق، أسّس فرقة المسرح الجامعي، وأقام مع أصدقائه حفلات تعارف كانت بمثابة مسرح كباريه سياسي.
إلى جانب تقديمهم عروضاً مسرحية مثل «زائرة الليل» و«سهرة على الطريقة الأميركية»، جالت الفرقة في المحافظات السورية وبعض الدول العربية. كان حميرة بسبب مطبّات حياته التراجيدية والفقد المتلاحق من أفراد عائلته وخيباته مثل بطل على الخشبة، تكفيه زجاجة عرق وعلبة سجائر رخيصة لينال رضى نفسه من دون أن يجد جمهوراً ينال رضاه. هكذا، بدأت محاولات حميرة الحثيثة في البحث عن الجمهور والشهرة. قرأ كتاب «حوادث دمشق اليومية» (في القرن الثامن عشر) للبديري الحلاق، فأعجب به وقرر كتابة سيناريو مسلسل شامي استناداً إليه. العمل هو «الحصرم الشامي» (إخراج سيف الدين السبيعي) يعتبر من أهم المسلسلات السورية. تلاه بمجموعة أعمال أوقفت الشارع السوري حينها أهمها «غزلان في غابة الذئاب» (إخراج رشا شربتجي). بعد اندلاع الأحداث في سوريا، ذهب حميرة نحو مواقف سياسية متطرفة، وتنقّل في عدّة بلدان حتى أنه وصل إلى فرنسا وطلب اللجوء. ثم عاد إلى تركيا ومنها إلى مصر، بعدما حاصره فقر الحال. قبل أيّام كتب السيناريست السوري سامر رضوان على صفحته سطوراً موجعة عن حميرة قال فيها «حين يقول كاتب معلّم وأستاذ كفؤاد حميرة وهو صاحب الأعمال الذهبية التي ساهمت في تأسيس دراما سورية مشغولة على نول الاحترام والمغايرة كـ «الحصرم الشامي» بأجزائه الثلاثة، و«غزلان في غابة الذئاب»، و«ممرات ضيقة»، و«رجال تحت الطربوش»، و«شتاء ساخن»، وبمنتهى الانكسار الإنساني: إنني أشحذ ثمن الخبز. سأبكي حتماً. سأقول له رغم كثرة كارهيه وكثرة مصطادي موقفه السياسي أو الفكري أو الحياتي: شكراً أيها المدهش لقد علمتني كيف أكتب. نعم لقد علمتني، وسأبقى مديناً لأعمالك الكبيرة. جملتك هذه: هجاء لمرحلة السواد». بعد هذا الكلام، علِمنا بأنّ حميرة يحضّر لعمل جديد، وهو عبارة عن برنامج يومي بعنوان «كلمتين قبل النوم» سيجري عرضه على يوتيوب. يتحدّث عن شخص يتّخذ سريره مسرحاً لعرض لا تتجاوز مدته الدقيقتين. أوضح السيناريست السوري من خلال فيديو نشره على السوشيال ميديا بأنّه يحضّر لمشروعه منفرداً وبإمكانيات بسيطة جداً. كذلك لفت الى أنه جانب ذلك يحضّر 5 أفلام قصيره تتراوح مدتها بين الـ 2 إلى 3 دقائق.
سبق للكاتب السوري أن خاض تجربة على الانترنت هي مسلسل «رئيس ونساء» من إنتاج جريدة «زمان الوصل» ومن بطولة الفنانة مي سكاف وعدد من الممثلين المغمورين. علماً أنّ التجربة كانت مثالاً للرداءة والسخرية الممجوجة والتهريج المبتذل!