طبع وائل كفوري (الصورة) «نجمته» على رصيف الفنانين الذين لا يستسلمون بسهولة. يكافح من أجل إبقاء إسمه لامعاً على الساحة، فإختار طريقاً فرّقه بين زملائه وهو الاغاني الرومانسية الحزينة. صحيح أن ذلك الطريق ليس جديداً سبقه اليه العديد من النجوم، لكن كفوري جمعه مع موسيقى عصرية، فأعطت «نكهة» جميلة. جرّب المغني كل العبارات الشعبية التي يردّدها العشاق من خيانة وكذب وجمعها في ألبوماته وأغانيها المنفردة التي طرحها طوال 25 عاماً.
هكذا تحوّل إسم الشاب «الزحلاوي» رقماً صعباً في عالم الفنّ. إرتبط إسم كفوري بالاغاني الحزينة التي تفوح منها رائحة الخيبة والعذاب والكذب، فترجمها نوتات ضمن كادر «السهل الممتنع». يرى البعض أن تلك الاغاني الحزينة قد تُنذر بطاقة سلبية، لكن لها وقتها وزمانها. فالعشّاق لا يعيشون سعادة دائمة ولا حزناً دائماً. لذلك، يسحب العاشق أغاني كفوري عند أيّ خلاف مع عشيقته. قبل أسابيع، فاجأ نجم «إستديو الفنّ» محبّيه بإصدار ألبوم مميز بكل الجوانب يحمل إسم W. على الطريقة الاجنبية، طرح المغني مشروعاً الذي يعود به الى الساحة بعد غياب 3 سنوات بعدما كشف عن ألبوم «الغرام المستحيل». كفوري الذي يعدّ واحداً من المدلّلين لدى شركة «روتانا»، رافقت عمله حملة اعلانات ضخمة. فقد إلتقط المصور شربل بو منصور صوراً لنجم «أراب آيدول» (mbc) على أحد اليخوت. هكذا، سخّر كفوري قوامه الرشيقة وملامحه القاسية للحصول على صور جميلة. تضمّن W وهو أوّل حرف باللغة الاجنبية من إسم وائل، 9 أغانيات مشت على الطريق نفسه. تلك الاعمال كتبها شاعر واحد وهو منير بو عساف الذي تناول «جرعات» العشق بكثرة، وكتب عبارات خارجة من القلب. الاغنيات هي: «وقت لبنساكي»، «صرنا صلح»، «غلطتي بالتوقيت»، «غدرتيني»، «طريق الفلة»، «كذابين»، «خايف»، «جايي عالهدا، «هلأ تا فقتي». كل أغنية هي قصّة حب خطّها بو عساف بقلمه الجميل وإختار عباراته بدقّة، وترك طريق اللحن لمجموعة خبراء. قد يرى البعض أن الالبوم طغت عليه الجرعات الحزينة، لكن لا أحد ينسى أن الحزن أصبح «صناعة» أو «مهنة» كفوري التي جعلته في خانة فنية واحدة بعيدة عن الآخرين. لا تعتبر جميع أغاني W ناجحة، وهذا أمر طبيعي. في عصر السوشال ميديا، قد تنجح أغنية واحدة في الالبوم وتحقّق «إنتصاراً» للعمل ككل. هذا بالفعل ما حل مع أغنية «كذابين» التي تعتبر الورقة الرابحة التي أنقذت W من الغرق.