يحتفي محرّك البحث «غوغل» اليوم، بالذكرى الـ88 لميلاد الروائي السوداني الراحل الطيب صالح (1929 ــ 2009)، أحد أبرز الروائيين العرب. روايته «موسم الهجرة إلى الشمال» التي تُرجمت إلى نحو 20 لغة في العالم، وشم لا يُمحى في تاريخ الرواية العربية، كما أُدرجت في قائمة «أفضل مئة رواية في تاريخ الإنسانية».
رواية إشكالية عن العلاقة الملتبسة بين الشرق والغرب لطالما كانت حاضرة في السجالات النقدية كنموذج أصيل في التخييل السردي العربي. الرواية التي صدرت طبعتها الأولى عن مجلة «حوار» البيروتية المحتجبة (1966)، لم تغب عن واجهات المكتبات يوماً، في طبعات متتالية، رغم خشونة مفرداتها الحسيّة، وسوف يتحوّل اسم بطلها «مصطفى سعيد» إلى نموذج للشخصية الشرقية في الغرب لجهة الفحولة في المقام الأوّل. هكذا اعتبر رجاء النقاش الطيب صالح «شارل ديكنز السوداني»، نظراً لثراء مناخات الرواية في توصيف البيئة السودانية، لكن الرقابة السودانية ستصادر لاحقاً هذه الرواية، بذريعة أنها «تهزأ بقيم المجتمع السوداني، ولا تنقل صورة واقعية وأمينة عنه».
في رواياته الأخرى مثل «مريود» و«عرس الزين» و«ضو البيت» و«المنسي»، يضيئ ملامح بيئية فريدة تنطوي على فهم عميق لطبائع شخوصه. وكان الطيب صالح قد حصد «جائزة الرواية العربية» في القاهرة (2005)، كما أطلقت شركة اتصالات سودانية جائزة باسمه للإبداع الكتابي.