منذ أن توقفّت «أدونيا» بسبب الحرب، فقدت الدراما السورية الجائزة الاحترافية الوحيدة التي كانت تقدّم بسوية توازي أهمية الأعمال التي صنعت مجد الصناعة المحلية الأبرز. حالياً تجرّب قناة «سوريا دراما» أن تردم الفجوة التي خلّفها القطاع الخاص عندما هرب بعيداً عن ميدان اللعبة خوفاً من اللهيب الذي اشتعل قبل ست سنوات.
لذا، قررّت بدءاً من العام الماضي إطلاق مسابقة «نجوم درامانا» ومنح جوائز بناء على أراء لجنة تحكيم، وأخرى متروكة للجمهور، وثالثة تمنحها القناة وفق رؤيتها الخاصة، إضافة إلى «جائزة الإبداع» التي تذهب في كلّ دورة إلى فنان واحد. وقد أهدته هذه المرّة إلى النجم المخضرم دريد لحّام. ليلة أمس وبعد تأجيل لمرّتين متلاحقتين، حضرت حفنة من نجوم الدراما السورية إلى قاعة في أحد فنادق دمشق أعدّت خصيصاً للمهرجان. بعد كلمة وزير الإعلام رامز ترجمان ومديرة قناة «سوريا دراما» رائدة وقّاف، انطلقت التكريمات بدءاً من نجوم مكرّسين مثل سلّوم حداد، وأيمن زيدان، مروراً بالسيناريست الشهير حسن سامي يوسف، وصولاً إلى نجوم شباب مثل: رشا بلال وروبين عيسى وفاتح سلمان... وانتهاء بموسيقين مثل سمير كويفاتي، وفنيين مثل المصوّر يزن هشام شربتجي....
بلمحة سريعة على مجريات الاحتفال، يبدو لأي مهتم حجم الجهد الشخصي المبذول من القائمين على القناة والرغبة بتقديم شيء محترم، كما يبدو التقتير الإنتاجي ظاهراً، إضافة إلى غياب لا يمكن مواراته لعدد من المكرمين أمثال: محمود نصر، ودانا مارديني، ومعتصم النهار وإياد الريماوي... وغياب جميع النجوم غير المكرمين، بعيداً عمن سافر خارج البلاد، إذ لم يحضر على سبيل المثال: بسام كوسا، وعباس النوري، وسلافة معمار، وكاريس بشار، وأمل عرفة، وعبد المنعم عمايري... في حين قفزت إلى منصة التكريم أسماء لم يتمكن الجمهور، ولا حتى المعنيون بالدراما من تذكرهم، ولو بلقطة عابرة على الأقل. وربما كان من الضرورة الترفيهية مثلاً أن يعتلي محمد قبنّض أبرز منتجي الدراما السورية هذه الأيام، منصة التكريم ويلقي خطاباً حماسياً مبشراً! عموماً وإن كانت جهود «سوريا دراما» قد آتت شيئاً من ثمارها ليلة أمس أثناء الاحتفال، فقد كان برنامج «استديو دراما» الذي عرض صباح اليوم كفيلاً بتبديد معظم تلك الجهود، من خلال لقاءات جوفاء أجريت على الهواء مباشرة من دون أن تعرف المذيعتان ماذا تريدان، أو حتى تتمكنان من صياغة منطقية واضحة لسؤال واحد، عدا عن الإيحاء الدائم للضيوف الشباب بأن القناة «فضّلت عليهم» ومنحتهم تكريماً، في وقت لا يكرّم فيه إلا الراحلون؟!