دمشق | يعود المخرج محمد زهير رجب سريعاً وراء الكاميرا، معلناً اليوم السبت انطلاق تصوير الجزء الرابع من المسلسل الشامي «طوق البنات» (للكاتب أحمد حامد)، بعد استكمال العمليات الفنيّة لمسلسل «الغريب» (تأليف عبد المجيد حيدر) الذي أتمّ تصويره الشهر الماضي.
كلا العملين تُنتِجُهما شركة «قبنض» لموسم رمضان 2017. لكنّ الشركة اتخذت قرار إنتاج «طوق البنات 4» في وقتٍ متأخرٍ نسبياً «بناءً على طلب محطّات عدة». ما يعني أن التصوير قد يمتد إلى الأيام الأولى من موسم العروض الرمضانية. ويخوض محمد زهير رجب منافسات الموسم، بعملٍ ثالثٍ أخرجه العام الفائت للجهة المنتجة ذاتها، هو ثاني أجزاء «عطر الشام» (تأليف مروان قاووق). علماً أنّ المسلسلات الثلاثة من بطولة النجم السوري رشيد عسّاف.
هكذا، يعود مخرج «شركاء يتقاسمون الخراب» (2008) لاستكمال العمل على سلسلة «طوق البنات»، بعد اعتذاره عن الجزءين الثاني والثالث. أمر يفسّره لـ «الأخبار» قائلاً: «اعتذاري كان بسبب خلاف في وجهات النظر حول النص، وهذا لا يقلل من قيمة جهود مخرجهما الزميل إياد نحّاس وفريقه الفنّي. لكنني ما زلت أعتبر أنّ هذا العمل مشروعي، ويحمل بصمتي كمخرج. هو كان خطوتي الأولى باتجاه الأعمال الدمشقية، وأعتقد أن الجزء الأول منه تمت متابعته بشكلٍ جيّد عربياً ومحليّاً، وحقق نجاحاً لا بأس به ضَمِنْ استمرار جماهيريته. لذلك، لم أتردد كثيراً بالعودة لإخراج الجزء الرابع، خاصة بعدما قرأت السيناريو، ورأيت أنّه يوفّر بنية جيّدة للعمل عليها».

يخوض السباق بـ «الغريب»، «عطر الشام2»، و«طوق البنات 4»

عن الجديد الذي يحمله «طوق البنات4»، يعلّق رجب: «سيدخل على خط الأحداث شخوص جدد يحملون معهم حكاياتٍ جديدة، بينما تختفي شخصيات أخرى، قد تعود للظهور في الأجزاء الأخرى. كما أنّ الإطار العام للأحداث، سيكون أكثر ملامسةً لروح حقبة الخمسينيات، من خلال بعض الإسقاطات التاريخية والسياسية على تلك المرحلة، وتداعياتها على المجتمع الدمشقي، كتفاعل الدمشقيين مع ثورة الجزائر، والعدوان الثلاثي على مصر. هذا سَيُبْعِدُ المسلسل قليلاً عن الإطار الفولكلوري لهذا النوع من الأعمال». تتحدثُ عن أجزاءٍ أخرى؟! يجيب مبتسماً: «نجاح العمل قد يكون عبئاً على كاهل صنّاعه. الأعمال الشامية مطلوبة جماهيرياً. المسألة ببساطة عرض وطلب، و«طوق البنات» حقق نسب مشاهدة وجماهيرية جيّدة. لذلك أبدت محطّات عدة الرغبة في استمراره. وبناءً عليه، سيكون هناك جزء خامس، سنبدأ تصويره بعد رمضان المقبل». بحسب رجب، سيكون الحضور الأكبر في أحداث «طوق البنات4» لشخصيتي «أبو طالب» (رشيد عسّاف)، و«لمعات» (إمارات رزق). أمّا «حمزة» (يامن الحجلي)، فسيكون أبرز الغائبين عنه، لكّن الشخصية ستعود للجزء للظهور في الجزء الخامس.
حديثنا مع رجب يمتد لمسلسل «الغريب» الذي يعود من خلاله إلى المشهد التلفزيوني الاجتماعي المعاصر بعد غياب سنوات، فما الجديد الذي يحمله؟ يجيب: «طغت على الشاشات خلال الفترة الأخيرة مجموعة من الأعمال التي تتناول الأوضاع الراهنة وفقاً لأيدولوجيات معينة، تحمل أفكاراً سياسية جاهزة، بحسب الموقف من الأحداث في سوريا. لكن «الغريب» أبعد ما يكون عن هذه التجاذبات. هو عمل إنساني بحت، يروي حكاية إنسان ذي مبادئ وقيم، يتعرض لظلم ذوي القربى، فتهدر سنواتٌ من حياته، ويصير بعدها غريباً عن عالمه... أعتقد أننا بحاجة إلى فسحة إنسانية في هذا الزمن. هذا ما نحاول تقديمه ضمن طرح متوازن، ونأمل أنْ ننجح».
هل يأتي هذا الخيار أيضاً كخيار تسويقي آمن، بعدما بات معروفاً أنّ المحطات تحجم عن شراء الأعمال التي تخوض في «الأزمة السورية»؟ «اختيار «الغريب» قد يكون عكس التيّار، وهذا إيجابي برأيي، فالأعمال التي تتناول الحالة الراهنة تجلد المشاهد، وحتى الكوميدي منها، انغمس معظمه في إطار التجاذبات. كما قلت لكم، هذا الخيار مبني في المقام الأوّل على فكرة الرجوع إلى الإنسانيات بعيداً عن الاستقطاب الحاصل، ثّم أنّ الفترة الراهنة تضفي بعض الظلال على العمل. ويمكننا القول إنّه متأقلم مع ما يحدث، ويشبه حالنا جميعاً».
نختم الحديث مع محمد زهير رجب، بالسؤال عن مدى اطمئنانه لخياراته التي سيخوض بها منافسات الموسم الرمضاني المقبل: «الغريب»، «عطر الشام2»، و«طوق البنات 4»؟ يجيبنا: «بصراحة، كل الأعمال التي قدمتها مثل أولادي، لكنني لم أنجب بعد الولد الذي أطمح في تربيته على طريقتي. ما زال لدي الهاجس بأن أقدم عملاً غنياً، قوياً، مختلفاً... ما زلت أطمح لذلك، لكن حتّى الآن لم أقدّم العمل الذي يشعرني بالنشوة. ربما تكون النتائج مقنعة ضمن الإمكانات المتاحة، لكنها ليست مدهشة».