لا تخفي قوى 8 آذار تشاؤمها من إمكانية الوصول إلى حلول في مسألة التعيينات الأمنية قبل شهر أيلول، موعد إحالة قائد الجيش العماد جان قهوجي على التقاعد. وبمعزلٍ عن نتائج زيارة الرئيس تمام سلام للمملكة العربية السعودية التي يعود منها اليوم إلى بيروت، تبدو الحكومة مهدّدة بالتعطيل التام ما بعد جلسة الخميس.
كلام النائب ميشال عون أمس بعد الاجتماع الدوري لـ«تكتل التغيير والإصلاح» عن أن «الحكومة هي التي تعطل وظيفتها بعدم إجراء التعيينات»، قابله ردّ من الرئيس سعد الحريري عقب مشاركته في العشاء الذي أقامه ولي العهد ووزير الداخلية السعودي محمد بن نايف على شرف سلام والوفد المرافق في جدّة. وطرح عون أسئلة أبرزها: «فليخبرني أحد لماذا يريدون تأجيل الموضوع إلى أيلول؟ ما الذي سيحصل في أيلول؟ أخبرونا أنه في أيلول يكون اليمن قد سقط، وسوريا أيضاً سقطت، ويكون حزب الله حينها قد هرب أيضاً». وختم: «إذاً منذ الآن وحتى أيلول فليأخذوا إجازة، طالما أنهم مصممون على تعطيل عمل الحكومة وسيقفلون دكانهم... ولنعد في 15 أيلول، أو سوياً أو وحدهم ليحققوا كل ما أملوا به ويتسلموا كل شيء».
وردّ الحريري على عون بأن «الشلل إذا أصاب الحكومة سيصيب كل لبنان»، ناصحاً عون بـ«ألّا يسير في هذا الاتجاه ونستطيع التفاهم معه». وأكّد الحريري أن «الحوار مع حزب الله مستمر».
من جهته، تطرق رئيس مجلس النواب نبيه بري، مساء أمس أمام زواره إلى لقائه بالموفد البابوي الكارينال دومينيك مامبرتي، فأشار إلى أن الحوار استأثر بمعظمه بالاستحقاق الرئاسي، من دون أن يحمل الزائر البابوي أي مقترحات. وسئل بري عن تعليقه على تلويح الرئيس ميشال عون بتعطيل أعمال الحكومة، فرد: «لا أحد أكبر من وطنه. يفعلون اليوم الأمر نفسه الذي فعلوه في مجلس النواب. إما أن يدرج هذا المشروع أو ذاك في جدول الأعمال أو لا جلسة لمجلس النواب. كذلك الأمر الآن إما يتخذ هذا القرار أو ذاك أو لا حكومة. حتى وإن غاب البعض فإن الميثاقية متوافرة في الحكومة، وأنا باقٍ فيها وسأحضر جلساتها التي ستستمر لأن الميثاقية قائمة».
وماذا لو قاطعها البعض كحزب الله وتكتل التغيير والإصلاح، هل تصبح حكومة تصريف أعمال، ردّ رئيس المجلس: «هذا متوقف على رأي الرئيس تمام سلام. لكنني أعتقد بأن مَن سيتغيب سيتضرر ولا يلبث أن يعود إلى مجلس الوزراء بعد جلستين أو ثلاث جلسات».
من ناحية أخرى، وعلى الرغم من الأجواء التي أشيعت عن التوصّل إلى اتفاق مبدئي بين حزب الله وتيار المستقبل قبل جلسة الحكومة أول من أمس حول أزمة جرود عرسال، ودور الجيش في المنطقة، أشار أكثر من مصدر في قوى 8 و14 آذار إلى أنه «لم يتمّ الاتفاق على شيء حتى الآن، حتى على دور الجيش».
1 تعليق
التعليقات
-
هل بتنا نقترب من لُب الازمة اللبنانية؟بين "لا أحد أكبر من وطنه" و "لا وطن أصغر من طموحات شعبه"، هل يمكن القول ان حقيقة الازمة باتت تتقشّع؟ أو بتنا نقترب من لب الازمة؟ ان الانقسام الحاصل بين نبيه بري و وليد جنبلاط من جهة، و بين العماد عون و السيد حسن من جهة ثانية يمثل مفصلاً اساسياً في حياة النظام اللبناني. لماذا؟ لان الجهة الاولى، تمثّل الاستمراريّة الاشبه بالمعجزة العابرة للعهود و العمل الماهر الاقرب الى السحر في السياسة و القدرة على تجاوز التحولات الدراماتيكية من خلال النظام و يمارس حفظ الوجود بالممكن المتاح. و الجهة الثانية، تمثّل العمل الجبّار في صنع التحوّلات و القدرة على الاستقطاب الهائل داخل الحدود و خارجها، و ممارسة التحدّي مع الاخصام كما يمارس حفظ الوجود بالاستعداد للشهادة. لكن هذا الانقسام هو ايضا بين "الحاسب المتشائم" و "الحاسب المتفائل "، بين جهة تقول بان هذا هو أقصى ما يمكن، و بين جهة تقول أن هذا اقل ما يمكن. و غير ذلك من معالم المدرستين في التعاطي مع النظام اللبناني. برايي، هذا الانقسام يمثّل وجها أساسيا من أزمة النظام اللبناني، لانه أظهر هيكلية اصطفافات سياسية جديدة شاملة لكل القوى من دون استثناء. هل سيكون لدينا الحظ في اكتمال تفاعل هذا الانقسام لبلورة شيء ما جديد، ام أنه ينتهي بحفلة زجل على ما عهدنا!