دمشق | عد رحيله بسنوات، عبث مجهولون بقبر الروائي الراحل عبد الرحمن منيف (1933 ــ 2004/ الصورة) في مقبرة الدحداح، وسط دمشق، بقصد الاستيلاء على القبر وبيعه مجدّداً، وها هو يتعرّض اليوم لمحنة أشدّ إيلاماً. هذه المرّة، لم يكن الفاعل مجهولاً، بل شخصية معروفة. إذ روت رفيقة درب الراحل سعاد قوادري أنّ حمزة برقاوي (رئيس اتحاد الكتاب الفلسطينيين في دمشق) سطا على مكتبة صاحب «مدن الملح». وأوردت الأخيرة على الفايسبوك أنّ الحكاية بدأت حين تضامنت قوادري مع أسرة برقاوي الابن، إثر إصابة بيته في مدينة حرستا بقذيفة، فاستضافت العائلة في بيتها، بقوة الدوافع الإنسانية أولاً، ولصداقة قديمة تستدعي مثل هذا الموقف. لكن حين عادت إلى هذا البيت بعد غياب، اكتشفت أنها ارتكبت خطأً كبيراً. إذ أوردت أنّ «ضيوفها» سطوا على الوثائق والكتب والحوليات النادرة التي تضمها مكتبة الروائي الراحل التي تربو على نحو 15 ألف كتاب عن طريق تصوير بعض الوثائق والمخطوطات والموسوعات القديمة، واستبدالها بالأصل.
وتابعت أنّ عملية النهب هذه طالت كل ما هو نفيس: نسخة نادرة من القرآن، مجلات قديمة محتجبة، وكتب فنيّة مقتناة من متاحف العالم، بالإضافة إلى سرقة الأوراق والرسوم الشخصية لمنيف، ومخطوط غير مكتمل، كان الكاتب الراحل قد بدأ الكتابة فيه، عن مدينة دمشق، ورسائل كان تبادلها مع عدد كبير من الكتّاب والفنانين والأصدقاء، ومذكرات ويوميات كانت قيد النشر. النداء الذي وجهته سعاد قوادري لإنقاذ ميراث الروائي الراحل ينطوي على وجع لا يوصف، ودعوة لاستعادة المفقودات ومحاكمة وملاحقة الجناة، على أمل تحقيق أمنية قديمة بتحويل هذا الميراث إلى مكتبة وطنية تحمل اسم منيف وتخلّد أعماله.