واشنطن ــ محمد دلبح
«الجزيرة» تريد أن تكون نسخة ثانية عن «المنار» وحركة حماس «كارثة»

أكد مدير الدبلوماسية العامة في إدارة الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الأميركية البرتو فرنانديز، في لقاء مع «الأخبار» أمس، أن الحكومة الأميركية تمارس «نفاقاً سياسياً»، ومارست الكذب على الشعوب العربية، مشيراً إلى أن الجماهير العربية والإعلام العربي يشعران بشك كبير وخيبة أمل تجاه الولايات المتحدة بسبب مواقفها إزاء الكثير من القضايا وآخرها «الحرب بين حزب الله وإسرائيل». واعترف بأن صورة الولايات المتحدة في الخارج سيئةونفى فرنانديز أنه يعمل في «مجال الدعاية التي تقول إن كل شيء يسير على ما يرام وإن الكارثة هي غير ذلك». وقال «إنني أحاول أن أقدم وجهة نظر حكومتي بطريقة إيجابية ممكنة، ولكن لا يمكنك تحويل الأسود إلى أبيض، فالناس في المنطقة ليسوا أغبياء، فهم مسيّسون جداً وواعون جداً لأنهم خضعوا لأكاذيب الخبراء والأنظمة العربية لعشرات السنين، كما أن أميركا كذبت عليهم». أضاف إن «الأنظمة العربية هي كاذب جيد والإعلام العربي يخضع تقريباً لسيطرة الأنظمة العربية».
وقال فرنانديز، الكوبي الأصل الذي خدم في العديد من الدول العربية، إن «السياسة الأميركية الرسمية الراهنة تجاه الصراع العربي الإسرائيلي تقوم على حل الدولتين: إقامة دولة فلسطينية ديموقراطية بحدود طبيعية إلى جانب دولة إسرائيل تعيشان بسلام».
وعما إذا كانت الدولة الفلسطينية ستكون ذات سيادة، رد فرنانديز موضحاً «عندما يطرح المسؤولون الأميركيون الدولة فهم لا يعنون مقاطعة أو إقليماً أو جزءاً، طبعاً هناك نفاق سياسي أميركي، ولكنهم يعنون بلداً بعلم وجواز سفر وحدود»، إلا أنه أضاف «لكنني لا أعلم حقيقة ما يقولونه للإسرائيليين في اجتماعاتهم المغلقة».
وحول الجولة الأخيرة لوزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس في المنطقة، قال فرنانديز إنه «كان لديها مهمتان: الأولى العاجلة تتعلق بالموضوع الفلسطيني والثانية تتعلق بإيران»،
وأشار المسؤول الأميركي إلى أن الإعلام العربي ضحية «النفاق العربي». ورأى أن «قناة الجزيرة كانت وسيلة للترويج لحزب الله، فيما كان مسؤولون من الدول العربية يقولون للأميركيين إننا قلقون تجاه إيران في الخليج». ورأى أن العدوان الإسرائيلي على لبنان «كان وفق ترتيبات أجهزة حزب الله، فهو وضع لها التوقيت».
وصبّ فرنانديز هجومه على حركة «حماس» في فلسطين، قائلاً «أعتقد أن حماس كارثة، فهم يضعون رجلاً هنا ورجلاً هناك، ويعتقدون أن تحرير فلسطين يتم عبر المقاومة، لكنهم لا يستخدمون قوتهم العسكرية ضد إسرائيل». أضاف «حماس ليست جزءاً من معسكر السلام كما لا يمكن أن تكون جزءاً من المقاومة».
وبشأن ما يقال عن تدخله في شؤون الإعلام العربي، وخصوصاً القنوات الفضائية العربية، قال فرنانديز «موقفي معروف ومعلن إزاء قناة الجزيرة وغيرها، ولكن ليس لدي السلطة لأفرض شيئاً عليها أو على أي وسيلة إعلام عربية أخرى»، مضيفاً إن «شرطه الوحيد للظهور على شاشات الفضائيات العربية هو ألا يكون معي في البرنامج أناس مدرجون على قائمة الإرهاب لأن ذلك سيؤدي إلى فصلي وفقدان وظيفتي، وهي مسألة ليست شخصية، فأنا على استعداد للجلوس مع حسن نصر الله واسماعيل هنية والتناقش معهما، ولكنني مسؤول حكومي وسياسة الولايات المتحدة هي: ليس لدينا علاقة أو حوار مع حماس أو حزب الله».
واعترف فرنانديز بأنه يقدّم شكاوى تتعلق بظهور من ينتقدون ويهاجمون أو يحرضون على الولايات المتحدة في وسائل الإعلام العربية. وقال «أعتقد أن لدينا الحق في تقديم الشكاوى». وأضاف «لدينا شكاوى كثيرة من توجّه الجزيرة، فهي ممولة بالكامل من حكومة قطر التي تستضيف أكبر قاعدة عسكرية أميركية في المنطقة، لكن ميلها كان لتأييد حزب الله وهو أمر كان واضحاً قبل الحرب وخلال الحرب وبعد الحرب، وإذا أرادوا أن يكونوا نسخة ثانية عن قناة المنار فهذا من حقهم أيضاً، ولكن من حقنا أن ننتقد، ولا أعتقد أن ذلك يسمّى تدخلاً».
وشدد فرنانديز على أن ما «ننتقده في الإعلام العربي نقوم به تجاه الإعلام المحلي الأميركي، فإذا استضافت وسيلة إعلام أميركية هيلاري كلينتون لكي تنتقد سياسة الرئيس بوش، فإن المسؤولين في البيت الأبيض سيقدمون شكوى للمحطة ويقولون إن هذا ليس عدلاً إذا لم يكن هناك من يواجهها من الجمهوريين».
وادعى فرنانديز أن إدارته لا تسيطر حتى على «قناة الحرة»، التي تمولها الحكومة الأميركية. وقال إنه «يمكنهم وضع برامجهم وإحضار ضيوفهم بالطريقة التي يريدون ونحن نقدم الشكاوى إلى إدارتها رغم أننا نمولها».