ترامب يمحو صوراً من البنتاغون: السبب أغرب مما تتخيلون!

وُضعت بعض الصور على القائمة السوداء لمجرد احتوائها على كلمة «GAY»
وُضعت بعض الصور على القائمة السوداء لمجرد احتوائها على كلمة «GAY»

في مشهد يليق بجمهورية موز تحت إدارة مجموعة من المهرجين الفاشيين، قررت وزارة الدفاع الأميركية شن حملة تطهير رقمي تشمل حذف أكثر من 26 ألف صورة ومنشور عبر كل الفروع العسكرية، بزعم القضاء على أي محتوى يعزز التنوع والمساواة والشمولية. تأتي هذه الحملة تنفيذاً للأمر التنفيذي الصادر عن الرئيس دونالد ترامب، الذي يرى أن الاعتراف بإنجازات النساء والأقليات في الجيش الأميركي يهدد «روح الفريق»، وكأن القوات المسلحة يجب أن تكون امتداداً لعالمه الضيق المحدود بألوان الأبيض والرمادي.

لكن الحكاية لا تتوقف عند هذا الحد. فمن بين الصور التي وُضعت في القائمة السوداء للحذف، نجد صوراً لأبطال حروب أميركا، مثل طياري توسكيغي، أول طيارين سود في الجيش الأميركي خلال الحرب العالمية الثانية، والذين تحدوا الفصل العنصري وحاربوا في سبيل بلد لم يكن يراهم بشراً أصلا. كما تضمنت القائمة صورة لطائرة «إينولا غاي»، التي أسقطت القنبلة الذرية على هيروشيما، رغم أنها ليست شخصية من مجتمع الميم، بل مجرد قطعة معدنية. لكن لأن اسمها يحتوي على كلمة «Gay»، فقد تقرر حذفها. ما يدل على أن فريق ترامب يستخدم برنامج تصفية آلياً قائماً على كلمات مفتاحية من دون أي فهم للسياق.

وهكذا، وُضعت بعض الصور على القائمة السوداء لمجرد احتوائها على كلمة، سواء في اسم شخص أو حتى في عنوان مشروع هندسي يتعلق بالأسماك. نعم، الأسماك! فمن الواضح أن آلة البيروقراطية الترامبية لم تكتفِ باستهداف الأقليات العرقية والجندرية، وصارت ترى حتى في تصنيف الأسماك خطرا يهدد الأمن القومي.

وكعادة القرارات الهزلية، لم تكن الحملة مدروسة أو واضحة حتى لمنفذيها. فبينما حُذفت بعض الصور، بقيت أخرى ظاهرة للعيان، مثل صورة أول امرأة تخرجت من تدريب مشاة البحرية. أما بعض المحتويات، فقد حُذفت جزئياً، مثل تقرير عن طاقم نسائي بالكامل يقود طائرة عسكرية، وكأن المطلوب هو محو النساء تدريجياً من السجلات العسكرية.

أما المشهد الأكثر عبثية، فهو أن المهمة الجبارة لحذف هذه «التهديدات الوجودية» موكلة إلى بضعة موظفين معدودين داخل البنتاغون، أحدهم في سلاح مشاة البحرية مكلف وحده بحذف 10 آلاف صورة ومنشور. ومن يدري؟ ربما سيحصل لاحقاً على وسام شرف لخدماته الجليلة في محاربة «خطر التنوع».

وبهذا الشكل، بينما تواجه أميركا تهديدات حقيقية، من الحروب إلى الأزمات الاقتصادية، يبدو أن الأولوية لدى صناع القرار هي خوض حرب ضد الأرشيف الذي قد يذكّر الناس بأن الجيش لم يكن دائماً مجرد نادٍ حصري للرجال البيض المحافظين. فعلاً، ما الذي يمكن أن يكون أكثر خطورة على الأمن القومي من صورة لامرأة تحمل بندقية أو طيار أسود في قمرة القيادة؟ يا لها من كارثة مروعة!

الأكثر قراءة

محتوى موقع «الأخبار» متوفر تحت رخصة المشاع الإبداعي 4.0©2025

.يتوجب نسب المقال إلى «الأخبار» - يحظر استخدام العمل لأغراض تجارية - يُحظر أي تعديل في النص، ما لم يرد تصريح غير ذلك

صفحات التواصل الاجتماعي