«نبي» جبران جاب العالم ونطق بلغاته

قبل صدوره عام 1919، قال الأديب والرسّام اللبناني الراحل جبران خليل جبران (1883-1931) عن كتابه «النبي»: «هذا الكتاب يُمثّل ولادتي الثانية... كُلّ كياني وضعته في كتاب «النبي».
مئة عام وسنتان مرّتا على صدور كتاب «النبي» (1923)، أشهر كتب الأديب اللبناني، الذي كتبه باللغة الإنكليزية وتُرجم إلى أكثر من ستين لغة، ويُعدّ رائعته العالمية. حين كتب جبران عن «نبيّه»، جسّد القيم والمعاني التي تسمو بنفسها عن أيّ دينٍ أو عرق، عاكساً الإنسانية في أبهى صورها. ومع شُهرة الكتاب وترجمته إلى عدد من اللغات، وعبوره البحر إلى مدن العالم، حافظ على معانيه وقيمه، لكن لا شكّ في أنّ كُلّ لغة تُغني النصّ بحساسيتها وانسيابيتها الخاصّة والمختلفة.
تحت عنوان «رحلات كتاب «النبي» لجبران عبر لغات العالم»، افتتحت «المكتبة الشرقية» في بيروت معرضاً يضم ستّاً وسبعين نسخة مترجمة من كتاب «النبي». المعرض، الذي يستمر حتّى بعد غدٍ، تنظّمه «لجنة جبران الوطنية» و«مهرجان بيروت للأفلام الفنية»، ويُقدّم نسخاً من الكتاب الشهير مترجمة إلى الألمانية، والفرنسية، واليابانية، والبرتغالية، والبولونية، والصينية، والفارسية، والسريانية، وغيرها من اللغات.
وبالطبع، يُتيح المعرض إلقاء نظرة على الطبعة الإنكليزية الأولى من الكتاب، التي نشرها ألفريد أ. نوبف في الولايات المتحدة الأميركية عام 1923، كما يُقدّم نسختين من الترجمة العربية هما: ترجمة أنطونيوس بشير (1997) وهنري زغيب (2003)، في حين غابت ترجمات ميخائيل نعيمة، ويوسف الخال، وثروت عكاشة.
عبر الترجمات المعروضة، نُلقي نظرة على تعامل كلّ دولة أو ثقافة مع كتاب «النبي»، وبأيّ صورة قدّمته، سواء عبر الغلاف وتصميمه، أو حجم الكتاب، أو نوع الورق المُستخدم لطباعة النسخة الخاصّة بكلّ دولة.
تبدو الطبعة الأولى أكثر بساطة من غيرها، في حين تتنوّع أغلفة الناشرين العالميّين، كاشفةً عن رؤاهم وأذواقهم في تقديم «النّبي» لقرّائهم المحلّيين. لكن يبقى السائد اعتماد رسومات من توقيع جبران الفنّان، منها بورتريهات ذاتية.
مثلاً، تبدو تصميمات النسخ الصادرة في شرق آسيا، كاليابانية والصينية، مُطعّمة بلمسات من الثقافة الشرق آسيوية، فيما جاءت الطبعة الفارسية مُزيّنة بمنمنمات تعود إلى القرنين الخامس عشر والسادس عشر، بينما تأتي الطبعة الفرنسية بحجم كتاب الجيب. وهكذا، يكشف المعرض عن «رحلات» كتاب «النبي» حول العالم، وكيف قدّمته كلّ بقعة من الأرض بطريقتها الخاصّة والأقرب إليها.
* معرض «رحلات كتاب «النبي» لجبران عبر لغات العالم»: حتّى بعد غدٍ - «المكتبة الشرقية» (الأشرفية، بيروت). للاستعلام: 01/200875