«رامز إيلون مصر»: كل هذه «السادية»!

لم يبهر الممثل المصري رامز جلال جمهوره هذا العام بحداثة الفكرة التي تقوم عليها مقالبه مع المشاهير، لكن عنصر الإبهار كان موجوداً في برنامجه «رامز إيلون مصر»، وظهر جلياً في السادية المفرطة التي لا تخلو منها الفقرات، وخصوصاً في النصف الثاني من الحلقة!.
على مدار أكثر من 14 عاماً، حرص رامز جلال بسرية تامة على تقديم هذا النوع من البرامج الترفيهية في شهر رمضان. وفي هذا الموسم، يبدو أن أفكار جلال نفدت، فكان «رامز إيلون مصر» المأخوذ عن رائد الأعمال الملياردير ومالك منصة التواصل الاجتماعي «إكس» إيلون ماسك، عبارة عن تكثيف لأساليب التعذيب والاستفزاز التي كانت موجودة بالفعل في المواسم السابقة لكن بجرعة زائدة.
عند مشاهدة الحلقة، قد تضطرّ إلى التحكم بدرجة الصوت، فصراخ الضيوف – تمثيلاً كان أم حقيقة – يصل حدّ الإزعاج، والبرنامج قائم على استقبال الضيف على مقعد لجنة حكم، ثم إنزاله ليصبح فأر تجارب لـ«عباقرة وموهوبين» عالميين، وما هي إلا دقائق حتى يصبح الضحية مكبلاً على سرير مستشفيات، أو على كرسي متقلب.
روّج ناشطون لهاشتاغ
«رامز لا يُمثل مصر»
ويقوم المحتوى كاملاً على فكرة تعذيب الضيف، بتقليب السرير أو الكرسي بطريقة مفاجئة وسريعة، ثم تخويفه بوخز الإبر، وصعق الكهرباء، أو نثر الرماد في وجهه، ما قد يودي إلى غباشة العين واحمرارها كما جرى مع الممثل المصري أحمد العوضي في أولى الحلقات. وأيضاً، يدسّ جلال كعادته أسئلته الاستفزازية، بالتزامن مع ضحكاته العالية التي توحي بتلذّذه بما يقوم به من أعمال تندرج تحت مسمى العنف ولو كانت مزاحاً، فتارةً يسأل ذاك الفنان عن طليقته، وطوراً يسأل تلك الفنانة إذا ما كانت ستتزوج مجدداً، متقصداً الإحراج لخلق «التريند».
ووفقاً لترتيبات جلال في برامجه، فهو لا يتوانى عن إقحام نجوم ومشاهير معه في التقديم، لجذب الأضواء ربما، أو لتطمين الضحايا من ضيوفه إلى أنّ ما يجري ليس مقلباً، ووجود النجم الفلاني في كادر التقديم دليل على ذلك، فكانت «النجمة الذهبية» نوال الزغبي ورقة هذا الموسم الرابحة. ورغم ظهورها الموجز في بداية كل حلقة، ثم اختفائها عن المنصة، هي وأسطورة الكرة السعودية محمد نور، إلا أنّ لكليهما جمهوراً وقاعدة شعبية لا يمكن إغفال دورها في تحقيق المزيد من المشاهدات.
واللافت أنّ هذا الموسم شهد آراء سلبية من قبل المتابعين الذين عبّروا عنها على منصاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، ولم نكن لنشهدها في الأعوام الفائتة، فدائماً ما يكون رامز «مكسّر الدنيا» في شهر رمضان، فمنهم من قال إنّ «المشاهد مكررة وسخيفة، ولا يوجد أي هدف لهذا السيرك».
كما انتقد آخرون الصورة التي يحرص جلال على إظهار الفنانين عبرها، كأشخاص غاضبين، يكثرون من الشتيمة، ويفتقرون إلى الأخلاق في التعامل، بينما روّج ناشطون لهاشتاغ «رامز لا يُمثل مصر»، اعتراضاً على ما وصفوه بـ«سخافة المحتوى».
علماً أنّ برامج الكاميرا الخفية الذي يُعرض على قنوات «إم. بي. سي» في رمضان، صوّر في استوديوهات «الحصن» في السعودية برعاية «الهيئة العامة للترفيه».
وجاء البرنامج بعد أكثر من عقد من الزمن قدّم فيه رامز جلال عدداً من برامج المقالب والكاميرا الخفية خلال شهر رمضان، كان أولها «رامز قلب الأسد» عام 2011، وصولاً إلى «رامز جاب من الآخر» عام 2024.
* «رامز إيلون مصر»: يومياً س: 19:00 بتوقيت بيروت على «mbc مصر» وmbc1 و«شاهد»