صنعاء | تبذل سلطنة عُمان، منذ أيام، جهوداً مكثفة لإنهاء الخلافات حول بعض الملفّات ذات الصلة بتمديد الهدنة وتوسيع إطارها، والتي لم يتمّ حسمها حتى الآن بين صنعاء والرياض. وأفادت مصادر مطّلعة في صنعاء، «الأخبار»، بوجود تقدّم في تلك الجهود قد يفضي إلى اتفاق جديد على التمديد، موضحةً أن المسائل المرتبطة بفتح مطار صنعاء ورفع القيود المفروضة على موانئ الحديدة، قد حُسمت بالفعل، كما جرى إحداث خروق في ملفّ الأسرى والمعتقلين. أمّا بخصوص رواتب موظفي الدولة، فقد أكدت المصادر، متقاطعةً مع أخرى مقرّبة من الحكومة الموالية للتحالف السعودي، استمرار الشدّ والجذب حول هذا الملفّ، مستدركةً بأن حكومة عدن وافقت، أخيراً، على دفْع معاشات المتقاعدين العسكريين حصراً، إلى جانب كامل الموظفين المدنيين، في مقابل استمرار تمسُّك صنعاء، إلى الآن، بصرف المرتّبات كافة من دون تجزئة، من عائدات مبيعات النفط والغاز، وفق آلية شفّافة لا يكون متحكَّماً بها من قِبَل السلطة الموالية لـ«التحالف». وعلى رغم بقاء نقاط الخلاف عالقة في هذا الإطار، يتوقّع مراقبون أن تتمكّن الجهود العُمانية من إحداث الاختراق المطلوب، خصوصاً وأنها مدعومة بشكل كبير من قِبل الجانب الأميركي، والمبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ. كذلك، رمت قوى إقليمية ودولية فاعلة بثقلها خلال الأيام الماضية من أجل دفْع الأطراف اليمنيين نحو الاتفاق على تمديد الهدنة، وفق ما أكدته مصادر ديبلوماسية لـ«الأخبار». وأشارت المصادر إلى أن المستجدّات الأخيرة التي طرأت على سوق الطاقة بعد إقرار «أوبك+» خفض الإنتاج اليومي من النفط بمليونَي برميل، ألقت بظلالها على المشهد في اليمن، ورفعت من منسوب المخاوف الأميركية من تداعيات أيّ تصعيد عسكري من قِبل صنعاء على إمدادات الطاقة السعودية والإماراتية، خصوصاً في أعقاب تهديد «أنصار الله» بضرب الشركات النفطية في الدولتَين، ودعوتها الأسبوع الفائت المستثمرين إلى «مغادرة دول العدوان كونها غير آمنة». وعلى هذه الخلفية، لوحظ تراجع.
يتوقّع مراقبون أن تتمكّن الجهود العُمانية من إحداث الاختراق المطلوب


النبرة الأميركية تجاه حكومة الإنقاذ، في وقت بدأ فيه المبعوث الأميركي إلى اليمن، تيم ليندركينغ، بجولة في المنطقة منذ الجمعة الماضي، استهلّها من أبو ظبي بلقاءات متعددة أجراها مع وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد، ووزير الشؤون الخارجية أنور قرقاش، مشدّداً على «ضرورة دعم الاستقرار في اليمن، والحفاظ على فوائد الهدنة، ومساعدة الأطراف اليمنيين على العودة إلى طريق السلام الدائم». وجاء ذلك بالتزامن مع عودة غروندبرغ إلى المنطقة، وتأكيده في بيان أنه ينتظر ردّ الأطراف اليمنية على المقترح الأممي بشأن تمديد الهدنة.
ومع تَواصل مساعي التهدئة، اعتبر وزير الخارجية اليمني السابق، أبو بكر القربي، أن استمرار رحلات الطيران من صنعاء وازدياد عددها، وتدفّق السفن إلى ميناء الحديدة، وبقاء الجبهات ساكنة رغم انتهاء الهدنة، كلّها مؤشّرات إلى أن جهود عُمان ستثمر تفاهماً يعالج مشكلة المرتّبات، ويتضمّن الإفراج عن الأسرى، تهيئةً لمفاوضات الحلّ السياسي الشامل.