يُفهم من الأجواء السائدة في صنعاء، أن الأخيرة تتجهّز لإرساء معادلة ردع جديدة في المرحلة المقبلة
والظاهر أن الولايات المتحدة التي فرضت على شركائها الخليجيين القبول بالهدنة، تعتقد أن الظروف التي أمْلت اتّخاذ مثل هذا القرار لا تزال قائمة، بل هي تزداد تعقيداً، خصوصاً بعد قرارات «مجموعة السبع»، وما تلاها من قرارات لـ«الناتو»، عنوانها الوحيد تركيز الجهود كافّة في الصراع مع روسيا. لكن صنعاء تَنظر إلى الأمر من منظور مختلف، وهي تَعتبر أن ما كان مقبولاً بالأمس لن يكون كذلك اليوم، وأن التحالف السعودي - الإماراتي فشل في الاختبار، ولا يزال يتّخذ من الملفّ الإنساني أداة من أدوات الحرب، وهذا ما ترفضه «أنصار الله» بالمطلق، وتعمل على التخلُّص منه بطرقها. وفي الاتّجاه المتقدّم، أكد وزير الخارجية في حكومة الإنقاذ، حسين العزي، أنه «إذا لم تَتحقّق اتفاقات صادقة وواسعة وموثوقة وملموسة الأثر، تشمل كلّ الجوانب الإنسانية والاقتصادية، بما فيها الإيرادات النفطية والغازية والمرتّبات، فأعتقد أنه لن يكون هناك مجال لأيّ تمديدات زائفة، وسيكون الجميع مع الجيش واللجان لاستئناف معارك التحرير والتحرّر دفعة واحدة ومن دون أيّ توقّف».
ويُفهم من الأجواء السائدة في صنعاء، أن الأخيرة تتجهّز لإرساء معادلة ردع جديدة في المرحلة المقبلة، في حال لم يستجب «التحالف» لمطالبها، بما يشمل إرساء آلية استيراد غير مقيَّدة بالحصار أو العقوبات الأميركية، فيما يَظهر أن قيادة «أنصار الله» تعمل على تغيير تكتيكاتها العسكرية بما يتلاءم مع الظروف المستجدّة، حيث يُرجَّح أن تستخدم على نطاق واسع العمليات السريعة والخاطفة، بما سُيعرّض أمن خطوط التجارة الدولية للاهتزاز. وفي هذا السياق، نقلت وسائل إعلام خليجية عن مصادر في الأسطول الخامس الأميركي معلومات عن حصول اليمن على أنظمة توجيه دقيقة لمنظوماته الصاروخية الباليستية والبحرية، بما من شأنه أن يهدّد الأمن الملاحي والمنشآت الحيوية في دول «التحالف» للاستهداف، وفق تلك المصادر.