صنعاء | لا يقتصر أثر الغارات الهستيريّة التي يشنّها التحالف السعودي - الإماراتي على العاصمة صنعاء وعدد من المناطق اليمنية، على إيقاع قتلى وجرحى بالعشرات، بل ثمّة أثر نفسي غير مرئي يُشتبه في صلته بإحداث حالات مرضية دائمة، خصوصاً لدى النساء والأطفال، مِن مِثل نوبات الخوف المزمنة وفقدان النطق المفاجئ، فضلاً عن ارتفاع حالات الإصابة بداء السكري، واتّساع دائرة المصابين بالأمراضي النفسية، في ظلّ تراجُع قدرات المستشفيات الخاصة بهذه الأمراض، وانعدام برامج الدعم النفسي المُموَّلة من منظّمات دولية. ويتعمّد طيران «التحالف» استهداف المناطق المأهولة في أوقات متأخّرة من الليل، وهو ما يتسبّب بمضاعفة حالة الرعب الناجمة عنها، كما يتعمّد فتح جدار الصوت قبيل تنفيذ الهجمات، واستخدام قنابل شديدة الانفجار حتى يخيّل لكلّ من يَسمع صوتها أنها وقعت على مقربة منه. كذلك، وبعد أن يحدّد مواعيد لقصف مناطق بعينها، متسبّباً بنزوح سكّانها خوفاً من القتل، يُسارع إلى استهداف مناطق أخرى، غالباً ما تكون هي التي أُجبر السكّان على الفرار إليها.هذه الممارسات التي تَصفها حركة «أنصار الله» بأنها «سياسات حرب غير أخلاقية تستهدف الإضرار بشرائح واسعة من المدنيين العزّل نفسياً»، يندرج في إطارها أيضاً استهداف أبراج وشبكات الاتصالات، والذي تَجدّد فجر أمس في العاصمة، بعدما تمكّنت «المؤسّسة العامة للاتصالات» من إعادة خدمة الإنترنت، إثر إصلاح مهندسيها الأضرار التي لحقت بمركز الاتصالات الرئيس في مدينة الحديدة، بفعْل غارات «التحالف». وكانت وزراة الاتصالات دعت إلى تحييد هذا القطاع، مؤكّدة أن «لا علاقة له بأيّ فعل عسكري»، وهو ما يجعل محرّماً استهدافه بحسب القانون الدولي الإنساني. وبحسب إحصائية صادرة عن الوزارة الشهر الفائت، فإن طيران التحالف» دمّر 248 برجاً و1652 محطّة و46 منشأة سنترال و1458 من معدّات التكييف و32 كبينة اتصالات، منذ الربع الثاني للعام 2015، فيما فقدت الوزارة أكثر من 55 من كوادرها. من جهتها، قدّرت «مؤسّسة الاتصالات»، في إحصائية حديثة، خسائر قطاعَي الاتصالات والبريد بأكثر من خمسة مليارات و452 مليوناً و572 دولاراً منذ بدء العدوان.