صنعاء | توازياً مع خوضهما معارك عنيفة ضدّ قوات الرئيس المنتهية ولايته، عبد ربه منصور هادي، في مديرية العبدية جنوبي محافظة مأرب، سيطر الجيش اليمني و«اللجان الشعبية»، بعد معارك دامية استمرّت عدّة أيام، على حوالى 90% من مساحة مديرية الجوبة جنوب مركز المحافظة، ونقلا المعركة إلى ما بعدها باتجاه جنوبي مدينة مأرب، ليثيرا حالة ارتباك في أوساط قوات هادي التي وجدت نفسها أمام ضغط عسكري كبير، أعقب إعلان عدد من قبائل الجوبة تحييد مناطقها عن القتال، وسماحها للجيش و«اللجان» باستخدام الطرقات العامة للتقدّم نحو مناطق جديدة. واعترفت وزارة الدفاع في حكومة هادي ضمنياً بسقوط الجوبة، بإعلانها مساء الثلاثاء، المنطقة الواقعة ما بين قرية الجديد، آخر قرية في المديرية، ومدينة مأرب، منطقة عمليات عسكرية، توازياً وقيامها بإغلاق الطرقات العامّة بين الجوبة ومأرب، وبناء خطّ دفاعي جديد في محيط منطقة نقعة، وتعزيز وجودها في محيط منطقة الفلج التي تفصل بين الجوبة والبلقَين الأوسط والقِبْلي جنوب غربي مركز المحافظة. وأكدت مصادر قبلية لـ«الأخبار» أن «قوات صنعاء تمكّنت، الثلاثاء، بعد مواجهات عنيفة من تأمين مناطق القاهر والروضة والخوير، والسيطرة على منطقة واسط الاستراتيجية التي تبعد عن مركز مديرية الجوبة 2 كلم»، مضيفة أن «قوات هادي تراجعت تحت ضغط النيران، وتموضعت في منطقة أباصيد (آل ذياب) للدفاع عن منطقة الجديد، آخر مناطق الجوبة التي أصبحت تحت مرمى نيران الجيش واللجان».
يتيح هذا التقدّم لقوات صنعاء الاقتراب من مديرية جبل مراد وتطويقها من الاتجاهات الأربعة

ويتيح هذا التقدّم لقوات صنعاء، بعد سيطرتها على سوق الجوبة ومبنى مديرية الأمن ومستشفى 26 سبتمبر، الاقتراب من مديرية جبل مراد وتطويقها من الاتجاهات الأربعة. كما يتيح لها إغلاق الجبهة الجنوبية الشرقية لمدينة مأرب وتأمينها، كون جبهة العبدية مغلقة من كلّ الاتجاهات. ويُضاف إلى ما تَقدّم أن سقوط الجوبة، التي تُعدّ آخر جبهات الدفاع عن مدينة مأرب جنوباً، قد يحفّز قبائل عبيدة ومراد التي لا تزال واقفة في صفّ التحالف السعودي - الإماراتي، على الاقتداء بقبيلة آل محمد في الجوبة، والتي أعلنت الأحد الماضي الحياد، وأجبرت قوات هادي على الانسحاب من مناطقها بقوّة السلاح، على رغم قيام وزارة دفاع هادي بعزل قائد جبهة الجوبة، وتعيين آخر منحدر من قبيلة مراد بدلاً منه، في محاولة لحشد مسلّحي القبيلة التي تُعدّ الأكبر في مأرب.
وكان جهاز الأمن والمخابرات التابع لحكومة صنعاء كشف، الأحد، معلومات عن قيام القيادي «الجهادي» في الجوبة والمسؤول العسكري لجبهة جبل مراد سابقاً، منصر مبخوت هادي الفقير، المكنّى «الزبير المرادي»، بحشد عناصر تنظيم «القاعدة» في المديرية، انطلاقاً من منطقة الخثلة التي اتّخذها مقرّاً له، علماً أن الفقير يُعدّ حلقة وصل بين التنظيم وحكومة هادي، بعد تعيينه «أميراً» للجوبة. وأشارت المعلومات إلى أن قيادات «القاعدة» عمدت إلى زراعة الألغام والعبوات الناسفة في مناطق آهلة بالسكان، بذريعة إعاقة تقدّم قوات صنعاء إليها. كما أفادت بأن قيادات سعودية كانت تتردّد على منزل زعيم «القاعدة» في الجوبة، ومنهم عبد العزيز العدناني، عضو مجلس شورى التنظيم، وعبد الواحد النجدي، خبير صناعة العبوات الناسفة، وصهيب القصيمي وحسان القصيمي وفواز القصيمي.
من جانبه، أكد المتحدث الرسمي باسم قوات صنعاء، العميد يحيى سريع، في إيجاز صحافي الثلاثاء، وصول الجيش و«اللجان» إلى مشارف مدينة مأرب، في عملية عسكرية أطلقا عليها «فجر الانتصار»، وسيطرا خلالها على 600 كلم مربع، مبيّناً أن العملية نُفذّت من عدّة مسارات، وأوقعت «خسائر كبيرة» في صفوف قوات هادي. ووجّه سريع رسالة طمأنة إلى سكّان مأرب، داعياً إيّاهم إلى عدم الانجرار للقتال مع «أعداء اليمن».