على رغم ما يعانيه اليمن يتدفّق إليه باستمرار المهاجرون غير الشرعيين من دول القرن الأفريقي
وحذرت مصادر ملاحية في منطقة رأس العارة من وقوع كارثة وبائية من جرّاء تحلّل مئات الجثث من دون انتشالها ودفنها بشكل لائق، مُنبّهة إلى أنه في حال هبوب رياح شمالية غربية على سواحل المنطقة فقد تقع الكارثة، مشيرة إلى أن العشرات من جثث الضحايا ما زالت تطفو منذ يوم الأحد على مسافة تمتدّ من 10 إلى 20 ميلاً بحرياً من شاطئ منطقة رأس العارة التي يصل إليها عشرات المهاجرين غير الشرعيين يومياً. وأفادت مصادر حقوقية في محافظة لحج، بدورها، بأن «العشرات من أهالي رأس العارة شكّلوا فرق مراقبة في الشواطئ، وتولّوا مهمّة جمع جثث ضحايا السفينة التي يقذف بها البحر إلى الشاطئ ودفنها». كما قامت جهات أمنية في المديرية الساحلية باستحداث نقاط لمراقبة الوضع في الشريط الساحلي. ونظراً إلى عدم امتلاك الأهالي والجهات الأمنية الوسائل الكافية لانتشال جثث 231 مهاجراً أفريقياً، كلّفت السلطات المحلية عدداً من الصيادين التقليديين برصد أماكن وجود الجثث، ليفيد هؤلاء بأن جثثاً تُقدّر بالعشرات تطفو على بعد اثني عشر ميلاً بحرياً من موقع ساحل الحجاف، وغرب رأس العارة بمسافة 18 ميلاً بحرياً. وعلى الأثر، أبلغت السلطات المحلية بالأمر عدداً من المنظّمات العاملة في المجال الإنساني، وطلبت مساعدتها في مهمّة الانتشال، من دون أن تلقى استجابة عاجلة. وكان الأهالي أبلغوا «منظّمة الهجرة الدولية» بما جرى، وطلبوا منها الإسراع في إرسال فرقها، إلا أنها لم تستجب لنداءاتهم حتى يوم الأربعاء. وناشدت الجالية الإثيوبية في اليمن، من جهتها، حكومة الرئيس المنتهية ولايته، عبد ربه منصور هادي، والمنظّمات الدولية، العمل على انتشال جثث المهاجرين.
وعلى رغم ما يعانيه اليمن من حرب وحصار منذ أكثر من ستّ سنوات، يتدفّق المهاجرون غير الشرعيين من دول القرن الأفريقي، وتحديداً من إثيوبيا والصومال، إلى هذا البلد، بكثافة، عبر البحر. ووفقاً لتقارير الأمم المتحدة، فإن اليمن يستقبل قرابة 37 ألف مهاجر أفريقي سنوياً، يتّخذ معظمهم الأراضي اليمنية ممرّاً للعبور إلى الأراضي السعودية للعمل هناك، ويتعرّضون بين فترة وأخرى لانتهاكات جسيمة من قِبَل شبكات تهريب البشر في عرض البحر. وبحسب «منظّمة الهجرة الدولية»، فإن عصابة تهريب ألقت، في آذار الماضي، بما لا يقلّ عن 80 راكباً مِن على ظهر مركب كان يقلّهم في عرض البحر، ما أدى إلى وفاة العشرات منهم. وقالت المنظمة إن حالات الغرق شائعة في المياه الإقليمية قبالة جيبوتي، وهي تشمل عادة مهاجرين من إثيوبيا والصومال يحاولون الهرب من الفقر والحرب في بلادهم نحو السواحل اليمنية، أملاً في العثور على عمل في السعودية.