في المقابل، حاولت قوات هادي، الإثنين الماضي، إحداث اختراق جديد في جبهة مدغل غرب المدينة، مسنودة بعشرات الغارات الجوية، وتَمكّنت من السيطرة على منطقة الخريبة، وحاولت الاقتراب من الكنب، لكنها قوبلت بالتفاف عسكري للجيش و"اللجان الشعبية" من منطقة الكسارة ومناطق أخرى كالفتيحة والصفيرا في مديرية مدغل، أدّى إلى محاصرة لواء عسكري كامل، توازياً مع تقدّم قوات صنعاء أكثر من 10 كيلومترات في المنطقة نفسها، لتصل إلى منطقة السمرة الواقعة في أطراف مديرية رغوان، والقريبة من منطقة الأسداس الاستراتيجية غرب مدينة مأرب.
تتبادل حكومة هادي وقيادة «التحالف» الاتهامات بالفشل في الدفاع عن مأرب
في خضمّ ذلك، اعترفت وثيقة عسكرية صادرة عن وزارة الدفاع في حكومة هادي، أواخر الشهر الفائت، بانهيار الروح المعنوية للقوات الموالية لـ"التحالف"، وذلك ردّاً على طلب قيادة الأخير منها تفسير أسباب الانهيار. ولامت الوزارة قيادة "التحالف" على تقديم الدعم العسكري والمالي لجبهات خارجة عن سيطرتها، كميليشيات "المجلس الانتقالي الجنوبي" وميليشيات طارق صالح في الساحل الغربي، في مقابل تجاهل قواتها في جبهات مأرب. وقال وزير دفاع هادي، اللواء محمد المقدشي، في المذكّرة، إن جنوده يعيشون حالة انهيار كلّي في مأرب، عازياً ذلك إلى ما وصفه بـ"اختراق الحوثيين" لقوّاته عبر "شراء الولاءات" كما زعم، إضافة إلى اعترافه بوجود فساد كبير في صفوف قيادة وزارته.
ووفقاً لمصادر موالية لحكومة هادي، فقد تبادلت الأخيرة وقيادة "التحالف" الاتهامات بالفشل في الدفاع عن مأرب، إذ اتهم "التحالف"، بحسب المصادر، وزارة دفاع هادي ودوائرها العسكرية بالتسبّب في انشقاق المئات من الجنود والضباط وإعلانهم الولاء لقوات صنعاء، عادّاً ذلك "اختراقاً استخباراتياً خطيراً". ومن هنا، وَجّهت "غرفة العمليات المشتركة" لـ"التحالف"، رئيس أركان قوات هادي اللواء صغير بن عزيز، بالتحقيق مع عدد من مديري الدوائر العسكرية وقادة المعسكرات، على خلفية الانشقاقات في تلك القوات. في المقابل، حَمّلت قيادات عسكرية في مأرب "التحالف" مسؤولية الانتكاسات الأخيرة، لافتة إلى حرمان المقاتلين رواتبهم وتعمّد قتلهم بالغارات الجوية. وتفيد المصادر بأن "التحالف" يتّهم "الإصلاح"، أيضاً، بإنشاء جيش وهمي خلال السنوات الماضية في مأرب، بعدما تَبيّن أن قوام ألوية المناطق العسكرية الثالثة والسادسة والسابعة التي تقاتل في محيط مأرب يبلغ 47 لواءً عسكرياً، اختفى منهم 38 لواءً عندما اشتدّت المعارك. وكان "التحالف" أوقف صرف رواتب قوات هادي قبل عدّة أشهر بذريعة وجود أكثر من 80 ألف جندي وهمي لا وجود لهم في المعسكرات.
اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا