صنعاء | دفعت السعودية، في خلال الأيام الماضية، بالعشرات من الآليات العسكرية الحديثة إلى محافظة الجوف، في محاولة لتغيير مسار المعركة هناك لصالح القوات الموالية لها، لكنها فشلت في وقف تقدّم قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية نحو مدينة حزم، مركز المحافظة، والتي أصبحت قاب قوسين أو أدنى من السقوط، بعدما تقدّمت نحوها قوات صنعاء من ثلاثة اتجاهات، مُفشلةً جهود الرياض التي دفعت بالمئات من عناصر ميليشياتها من مأرب وشبوة إلى الجوف، وحاولت شراء الولاءات القبلية في المحافظة. مصادر قبلية موالية لـ«أنصار الله» أكدت، لـ«الأخبار»، أن «أكثر من 70% من مساحة الجوف أصبحت تحت سيطرة الجيش واللجان»، مشيرة إلى أنه «على رغم اشتداد المعارك في عدد من الجبهات، ومحاولة الطرف الآخر استعادة أجزاء من مديرية الغيل التي سقطت الجمعة قبل الماضية، إلا أنه فشل في ذلك، وتمّ تأمين الغيل، مع التقدّم شمال غرب مدينة الحزم»، مضيفة أن «قوات الجيش واللجان تمكّنت، أيضاً، أول من أمس، من التقدّم في جبهة سدبا، والسيطرة على جبل السفينة وعدد من المواقع المطلّة على المجمع الحكومي لمحافظة الجوف من الشمال الغربي لمديرية الحزم».وعلى رغم قيام تحالف العدوان بشنّ أكثر من 147 غارة جوية على جبهات الغيل والمحزمات والمقاطع وخب والشعف وسدبا والعقبة، ومحاولته إعاقة تقدّم الجيش واللجان، إلا أن ذلك لم يَحُل دون سقوط عدد من أهمّ الجبهات المحيطة بمدينة حزم. إذ تمّ التقدّم من الجهة الشمالية الغربية بتأمين مديريتَي المتون والمصلوب، ومن الجهة الجنوبية الغربية من مديرية الغيل، ومن الجهة الشرقية الجنوبية من منطقتَي العقبة والخلق ومساحة واسعة من مديرية مجزر التابعة لمحافظة مأرب. ووفقاً للمعلومات التي حصلت عليها «الأخبار» من مصادر في السلطة المحلية الموالية لصنعاء في الجوف، فقد تمكّنت قوات الجيش واللجان من إحكام السيطرة على محيط مدينة الجوف من ثلاثة اتجاهات، حيث تمّت السيطرة على سلسلة جبال ريحانة المطلّة على حزم الجوف من الجهة الشمالية الغربية، وسلسلة جبال المقاطع التابعة لمديرية الغيل من الجهة الجنوبية الغربية، فضلاً عن وادي قويحش جنوب غرب مديرية حزم، والذي يمتدّ من سلسلة جبال الساقية في مديرية الغيل جنوباً، إلى منطقة صابر شرقاً على الطريق المؤدي إلى مدينة حزم. ويوم الثلاثاء الماضي، تمكّنت قوات صنعاء من السيطرة على جبهة سلبة بشكل كامل، بما فيها سلسلة جبال حبش وجبال قشعان الاستراتيجية المطلّة على منطقة التيمة في مديرية خب والشغف الواقعة على الحدود اليمنية السعودية، فضلاً عن سلسلة جبال قعشان التي يعني سقوطها السيطرة على أبرز خطوط إمداد الطرف الآخر باتجاه مركز محافظة الجوف.
استهدف هجوم صاروخي أمس اجتماعاً عسكرياً في المدينة حضره سعوديون


تَدخُّل السعودية الأخير في الجوف، التي ترتبط مع المملكة بشريط حدودي يصل إلى نحو 700 كم، يجدّد تسليط الضوء على مطامع الرياض في هذه المحافظة، التي ظلّت لأكثر من 50 عاماً تحت وصايتها، محرومة من استخراج نفطها وغازها ومن أيّ استثمارات فيها، إذ دأبت «اللجنة الخاصة السعودية» على شراء ولاء عدد كبير من زعماء القبائل، وتوجيههم بتعطيل أيّ منشأة وطرد أيّ شركات تنقيب، وصولاً إلى إجبار صنعاء على إبقاء قوات رمزية فقط في صحراء اليتمة الواقعة في نطاق مديرية خب والشعف، والتي تبلغ مساحتها أكثر من 70% من مساحة المحافظة. والجدير ذكره أنه، في عام 2013، وبعدما بدأت «شركة صافر» تشغيل أول بئر نفطي في المحافظة، ردّت السعودية بترحيل أكثر من 370 ألف عامل يمني من أراضيها، وتشديد الضغوط على حكومة عبد ربه منصور هادي في حينها، وافتعال أزمات مشتقات نفطية وضرب أبراج الكهرباء. ولم تتوقف عن ذلك إلّا بتوقف الاستكشاف النفطي من قِبَل «شركة صافر» في المحافظة، التي تحتضن وفق الدراسات أكبر مخزون نفطي على مستوى اليمن. ومن هنا، تتصاعد مخاوف الرياض من إحكام «أنصار الله» سيطرتها على هذه البحيرة النفطية المهمة، والذي ستكون له آثاره المهمة على المدى البعيد.
إلى ذلك، وبالتزامن مع اشتداد المواجهات في محيط مدينة حزم الجوف، هزّ انفجار كبير، فجر أمس، مبنى الأمن السياسي في المجمع الحكومي في المدينة. ووفقاً لمصادر محلية، فإن الانفجار ناتج من هجوم صاروخي للجيش واللجان الشعبية بواسطة صاروخ أرض - أرض متوسّط المدى، استهدف اجتماعاً عسكرياً حضرته عدد من القيادات السعودية. وأفاد ناشطون من المحافظة بأن سيارات الإسعاف التابعة لـ«المنطقة العسكرية السابعة» هرعت إلى المكان بعد الهجوم لنقل عدد من القتلى والجرحى.