تشكّلت أخيراً غرفة عمليات مشتركة للساحل الغربي بقيادة طارق صالح
تفيد المعلومات، أيضاً، بأن بقية الميليشيات الجنوبية (خارج إطار ألوية العمالقة) المدعومة إماراتياً تم سحبها من الساحل الغربي إلى جبهة الضالع (وسط)، في وقت شهدت فيه مواقع نفوذ أبو ظبي في محافظتَي شبوة وحضرموت قدوم تعزيزات إماراتية، تضاف إلى القوات والمعدات التي لا تزال موجودة في هاتين المحافظتين إلى جانب محافظة عدن وجزيرة سقطرى. وتثبّت أنباء تلك التعزيزات التقدير القائل بأن الإمارات لن ترفع يدها بسهولة عن جنوب اليمن، حيث أنفقت أموالاً كثيرة وبذلت جهداً كبيراً في إنشاء موطئ قدم ثابت لها بتزكية أميركية. لكن هذا الإصرار على إبقاء الجنوب في قبضتها يشرّع الباب على تنازع مستقبلي مع السعودية، التي لا يبدو بحال من الأحوال أنها سترتضي نشوء كيان انفصالي يمقتها، إلى جانب الشمال الذي بات يعتبرها عدوته الأولى. خطرٌ يضاف إلى تحديات أخرى سيكون على السعودية مواجهتها بنفسها من الآن فصاعداً، وعلى رأسها محاولة تحصيل أوراق ميدانية تمكّنها من الخروج من المستنقع اليمني بـ«إنجاز» لا يقلّ أهمية عما تعتقد الإمارات أنه «إنجاز» لها، أي السيطرة على الجنوب.
إلا أن المساعي السعودية المنتظرة هذه ستعترضها عقبات كثيرة، على رأسها تطور القدرات اليمنية على نحو لا تستطيع معه الرياض المناورة طويلاً، فضلاً عن أن إعلان الانسحاب الإماراتي من شأنه أن يفتح الطريق على مزيد من الضغوط الدولية على المملكة، والتي تجلّى آخرها في تقدم رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، السيناتور جيم ريش، بمشروع قانون يدعو إلى مراجعة العلاقات مع السعودية، وإلى حل سلمي للصراع في اليمن.
إيران: لعودة السعودية أيضاً إلى «حضن المنطقة»!
أعرب وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، أمس، عن أمله بأن تنفصل بعض دول الخليج عن «الحركة المعادية للسلام المتشكلة في أميركا»، قائلاً «(إننا) نرغب في أن تعود، ليس فقط الإمارات، بل أيضاً السعودية إلى الحوار والتعاون في المنطقة». وقال ظريف، في حوار مع قناة «الميادين»، إن ولي عهد السعودية محمد بن سلمان، وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، انضمّا إلى «مجموعة باء»، «ويمكنهما الخروج، ونحن نرغب بذلك»، مضيفاً «(إننا) نرغب في ألّا يذهب جيراننا إلى مجموعة جديدة، وأن يعودوا إلى حضن المنطقة». وأشار إلى «أنهم لا يتخذون قرارات ضد إيران وحسب، بل انظروا ماذا تفعل السعودية والإمارات ضد اليمن»، متابعاً: «هل كانت قطر متّحدة معنا ليتخذوا الإجراءات ضدها؟ هل كانت السودان متحدة معنا؟»، معتبراً أنهم «كانوا يريدون محاصرة القطريين وخنقهم لولا تدخل إيران».