تنتهي، اليوم، الاجتماعات المنعقدة في عمّان بخصوص ملف تبادل الأسرى، من دون أن يرشح عنها حتى مساء أمس، ما من شأنه تحويل التفاؤل الأممي إلى خطوات عملياتية. وفي الوقت نفسه تظلّ المؤشرات الصادرة عن اجتماعات الحديدة، التي يقودها حالياً الرئيس الجديد لـ«لجنة تنسيق إعادة الانتشار» الجنرال الدانماركي مايكل أنكر لوليسغارد، تشي باستمرار العقبات أمام تثبيت وقف إطلاق النار والبدء في تنفيذ عملية إعادة الانتشار. وانعقدت، أمس، في العاصمة الأردنية، اجتماعات صباحية ومسائية ضمّت، إلى ممثلي الأمم المتحدة و«اللجنة الدولية للصليب الأحمر»، مندوبي حكومة الإنقاذ وحكومة الرئيس المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي. وقال رئيس «اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى» التابعة لسلطات صنعاء، عبد القادر المرتضى، أمس، عقب انتهاء الاجتماعات الصباحية، إن أطرافاً لم يُسمِّها «ضمن قوى العدوان تعوق مبدأ تبادل الأسرى على قاعدة الكل مقابل الكل». وأشار المرتضى، في تصريحات تلفزيونية، إلى أن «وفد صنعاء أبلغ الأمم المتحدة باستعداده لإجراء تبادل نسبي بعد تعقيد قوى العدوان مسار التبادل الكلي لأسرى الطرفين»، مضيفاً أن «طرف الرياض لم يردّ على مقترح وفد صنعاء بشأن التبادل الجزئي حتى اللحظة، وما زلنا في اجتماعات مكثفة».
«أنصار الله»: مقترح التبادل الجزئي لا يشمل الأسرى السعوديين والإماراتيين


في المقابل، ذكرت وسائل إعلام سعودية أن ممثلي حكومة هادي رفضوا اقتراح «أنصار الله» إجراء تبادل جزئي يشمل 50% من أسرى كلّ من الطرفين، فيما نُقل عن رئيس وفد الرياض، هادي هيج، اتهامه «أنصار الله» بـ«محاولة تجاوز قضايا في المفاوضات»، من بينها «مصير 4 قادة يمنيين أسرهم الحوثيون، وشملهم اتفاق الأمم المتحدة، ويمتنع الحوثيون عن التصريح عن مصيرهم». ووصف هيج جولة الاجتماعات الحالية بـ«المحورية»، مضيفاً أنه «في حالة التوصل إلى اتفاق في هذه الجولة التي تنتهي غداً (اليوم)، ستكون المرحلة التالية لوجستية تشمل عملية تنفيذ الاتفاق». من جهتها، ذكرت مسؤولة الإعلام والاتصال في مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن، حنان البدوي، أن الاجتماعات «شهدت الاتفاق على بعض النقاط والاختلاف على نقاط أخرى»، مؤكدة «سعي مكتب المبعوث الخاص إلى اليمن لإيجاد أرضية مشتركة تسمح بتخطي العقبات، والتمهيد لتنفيذ المراحل النهائية للاتفاق».
وفيما نُقل عن مصادر من «أنصار الله» قولها إن «الإمارات حاولت إجراء مباحثات خاصة بأسراها لا تشمل الجنوبيين الذين كانوا يقاتلون معها في الساحل الغربي، الأمر الذي قوبل بالرفض» من قِبَل وفد حكومة الإنقاذ، أوضحت مصادر مطلعة في صنعاء، في حديث إلى «الأخبار»، أن التجزئة التي طرحتها «أنصار الله» إنما تتصل «بالأسرى اليمنيين حصراً، وتحديداً المصابين بأمراض، أو لأسباب إنسانية فقط»، مشددة على أن الأمر لا يتعلق البتة بالأسرى السعوديين والإماراتيين، الذين ترفض الحركة «أي تعامل معهم ما لم يجرِ تبادل كامل للأسرى».
على خطٍّ موازٍ، لمّح عضو وفد صنعاء التفاوضي، سليم المغلس، إلى أن لا تقدّم في الاجتماعات «العائمة» الجارية في الحديدة. إذ أشار إلى أن ‏ممثلي «أنصار الله» «تعاطوا بإيجابية ومرونة منذ الأحد الماضي تجاه كل ما طرح من أفكار، و(عملوا على) إيجاد بدائل منطقية تزيل مخاوف الطرفين بما يكفي للوصول إلى آلية مشتركة لإعادة الانتشار»، مستدركاً بأنه «من خلال تعنّت ممثلي العدوان وتصلّبهم، يظهر أن دول العدوان لم تعطِ ممثليها أي هامش من الصلاحيات للتوصل إلى توافقات في هذا الشأن».