انطلقت، أمس، رسمياً، اجتماعات «لجنة تنسيق إعادة الانتشار» المعنية بتنفيذ اتفاق الحديدة، في ظلّ تشديد أممي على ضرورة الاستفادة من «الزخم» الذي وفّرته مشاورات السويد، وفقاً لما دعا إليه رئيس «لجنة التنسيق» باتريك كاميرت. ومع تسلّم الطرفين الخطة المقترحة للانسحاب، تتجه الأنظار إلى المرحلة التالية، التي يفترض أن تبدأ فيها الخطوات التنفيذية للاتفاق، ما لم تطرأ متغيرات دراماتيكية تؤدي إلى قلب مشهد الهدنة السارية إلى الآن. وأقلّت سيارات تابعة للأمم المتحدة، صباح أمس، الممثلين الثلاثة للحكومة الموالية للرياض، والذين تقول «أنصار الله» إن «الإمارات فرضت عليهم شخصاً رابعاً يُدعى صادق دويد ممثّلاً لها»، إلى مستشفى 22 مايو، حيث كان في انتظارهم الجنرال الهولندي، الذي عقد معهم لقاءً قصيراً قبل أن يتوجّه وإياهم إلى «فندق الاتحاد». هناك، انعقد الاجتماع الرسمي الأول بين ممثلي حكومة الرئيس المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي، ومندوبي حكومة الإنقاذ. اجتماع بروتوكولي التأم حول مأدبة غداء، واقتصر على عرض جدول أعمال «لجنة التنسيق»، التي دعا كاميرت طرفيها إلى «وقف الخروقات، ومنع أي تحركات عسكرية أو عمليات استحداث»، وفقاً لما أفادت به مصادر مطلعة «الأخبار». وأضافت المصادر أن الاجتماع الثاني انعقد مساءً في «فندق أوسان»، سلّم خلاله كاميرت المندوبين الآلية المقترحة لعملية إعادة الانتشار بهدف وضع ملاحظاتهم عليها. وأشارت إلى أن رئيس اللجنة قرّر إبقاء الأعضاء المحسوبين على حكومة هادي ليومين إضافيين داخل مدينة الحديدة «ريثما تُسلَّم الملاحظات، وإقرار آلية الانسحاب»، متابعة أنه سيعقب ذلك «إطلاق الخطوات التنفيذية» للآلية المُقرَّة، على أن تستمرّ الاجتماعات بهدف «تقييم عملية التنفيذ»، قبل الانتقال إلى الخطوات الأخرى.
وسبق انعقاد اجتماعات أمس تجدد الاشتباكات في محيط مدينة الحديدة، من دون أن يؤدي ذلك إلى انهيار الهدنة التي لا تزال سارية للأسبوع الثاني على التوالي، على رغم استمرار الخروقات. وأعلن المتحدث الرسمي باسم الجيش اليمني واللجان الشعبية، يحيى سريع، أن «مرتزقة العدوان ارتكبوا 69 خرقاً خلال الساعات الـ24 الماضية»، فيما اتهم مصدر في «التحالف»، «أنصار الله»، بـ«خرق الاتفاق 183 مرة»، آملاً أن «ينجح الجنرال كاميرت في تطبيق الاتفاق، لكن إذا لم يحدث ذلك، فإننا نملك الحق في إعادة إطلاق الحملة لتحرير المدينة». تهديدات يبدو أن تكرار إطلاقها يندرج في إطار سعي «التحالف» إلى إبقاء جبهته متماسكة، توازياً مع اشتغاله على انتزاع مكاسب في ربع الساعة الأخير، وهو ما يمكن أن يُفسَّر به إصرار الحكومة الموالية للرياض على تحوير فحوى اتفاق السويد.
«أنصار الله»: الجولة التفاوضية المقبلة تنعقد أواخر الشهر المقبل


وعلى الرغم ممّا تشكّله تلك التهديدات والمحاولات من خطر على تفاهمات استوكهولم بخصوص الحديدة، إلا أنها تظهر إلى الآن محصورة في إطار المناورة، الأمر الذي يعزّز إمكانية نجاح تنفيذ الاتفاق، والانتقال إلى مرحلة أخرى يتوقع أن تنطلق أواخر الشهر القادم، وفق ما أعلن نائب رئيس وفد صنعاء التفاوضي جلال الرويشان. وأفاد الرويشان، أمس، بأن «المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن جريفيث، أبلغنا بأن موعد المشاورات القادمة سيكون في أواخر شهر كانون الثاني/ يناير»، لافتاً إلى أن «الوفد الوطني قطع شوطاً كبيراً في الملف السياسي من خلال الاتفاق مع الأمم المتحدة على الإطار السياسي العام، المتضمن إيجاد سلطة تنفيذية انتقالية للمرحلة المقبلة»، مؤكداً «حرص الوفد الوطني على طرح قضيتين مهمتين (في الجولة التفاوضية الثانية)، تتمثلان في خروج القوات الغازية من الأراضي اليمنية، ورفع العقوبات واسم اليمن من البند السابع».