في ظلّ المراوحة المسيطِرة على جبهة الساحل الغربي، أعادت قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية تزخيم الجبهة الحدودية، مُسقِطةً طائرتَي استطلاع سعوديتين في منطقة جيزان جنوبي المملكة، بعد ساعات من تنفيذها عملية نوعية في المنطقة نفسها وصفتها مصادر القوات المشتركة بـ«النصر الكبير». عملية سرعان ما جاء الاعتراف السعودي ببعض الخسائر الناجمة عنها، في وقت تصدّت فيه القوات المشتركة لمحاولات تقدم نفّذتها الميليشيات الموالية لـ«التحالف» على غير جبهة، من بينها نهم والدريهمي.وأكد مصدر عسكري في صنعاء، أمس، إسقاط طائرتَي استطلاع سعوديتَين في جبل الشبكة بمنطقة جيزان، ليرتفع بذلك عدد الطائرات المُسقَطة خلال أقلّ من يومين إلى 5، إثر إسقاط 3 طائرات استطلاع في وادي جارة بالمنطقة عينها. وكانت قوات الجيش واللجان قد أعلنت، في وقت سابق، «السيطرة على عدد كبير من القرى والمواقع في جيزان، وتكبيد العدو السعودي خسائر فادحة في العديد والعتاد». وأفاد بيان صادر عن تلك القوات، بثّه «تلفزيون اليمن الرسمي»، بأن من بين المواقع التي تمت السيطرة عليها برجا «إم بي سي» و«الربعة»، مُتحدّثاً عن «مصرع وإصابة عدد كبير من قوات العدو، واغتنام عتاد عسكري سعودي، وإسقاط 3 طائرات تجسسية في منطقة وادي جارة خلال العمليات النوعية». وأوضح مصدر عسكري من الجيش واللجان، بدوره، أن خسائر الجيش السعودي شملت «تدمير 3 دبابات أبرامز، و5 أطقم عسكرية»، فضلاً عن «إعطاب 5 معدلات رشاش عيار 50». وأشار المصدر، كذلك، إلى تنفيذ «عملية هجومية (أخرى) باتجاه جنوب جبل النار قبالة جيزان، واستعادة عدد من المواقع التي كان قد تقدم فيها العدو»، لافتاً إلى «سقوط قتلى وجرحى من المرتزقة» خلال تلك العملية. ووفقاً للبيان الصادر عن القوات المشتركة، فإن «جميع محاولات العدو لاستعادة المواقع التي خسرها في جيزان باءت بالفشل، وتكبّد خلالها خسائر فادحة». واعترفت وسائل الإعلام السعودية، أمس، بمقتل 5 من الجنود السعوديين وإصابة 3 آخرين على جبهة الحدّ الجنوبي.
فادي باعوم: الأصوات المضادة للتحالف تتصاعد يوماً بعد يوم


في غضون ذلك، تصدّى مقاتلو الجيش واللجان لمحاولة تقدم نفّذتها القوات الموالية لـ«التحالف» في جبهة نهم، شمال شرق العاصمة صنعاء. وبيّن مصدر عسكري من القوات المشتركة أن محاولة التقدم التي نُفّذت في عيدة الشرقية بالمجاوحة واستمرّت 3 ساعات، «أُعطِبَت خلالها مدرعتان». وعلى جبهة الساحل الغربي، أفشل الجيش واللجان محاولة مماثلة جنوب غربي الدريهمي، ما أدى إلى «مقتل وجرح عدد من المرتزقة»، بعدما كانت القوات المشتركة قد نفذت في وقت سابق من يوم أمس هجوماً على مواقع الميليشيات المدعومة إماراتياً جنوبي التحيتا، موقعةً قتلى وجرحى في صفوف عناصرها.
وتوازياً مع الخسائر البشرية والمادية التي يتلقّاها «التحالف» على الجبهات، خصوصاً الحدودية منها، تواصلت الخسائر المعنوية والسياسية، في ظلّ استمرار التحركات والمواقف الرافضة للوجود السعودي - الإماراتي في جنوب اليمن، والداعية إلى إنهائه. وأكد رئيس «المكتب السياسي في الحراك الجنوبي»، فادي حسن باعوم، أمس، أن «الحراك الجنوبي سيثور على كل من يحاول إخضاع الشعب الجنوبي»، لافتاً إلى أن «الأصوات المضادة للتحالف تتصاعد يوماً بعد يوم»، ومشدداً على أن «قمع المتظاهرين، سواء في سيئون من قِبَل المنطقة العسكرية اليمنية، أو المكلا من قِبَل الاحتلال الإماراتي، غير مقبول إطلاقاً». في المقابل، واصل «المجلس الانتقالي الجنوبي»، الموالي لأبو ظبي، محاولاته لتجيير الاحتجاجات الشعبية على تردي الأوضاع المعيشية لمصلحته، صابّاً تركيزه على محافظتَي حضرموت وشبوة، حيث تسعى الإمارات إلى استكمال سيطرتها على مصادر النفط والغاز. ونظّم «الانتقالي»، أمس، تظاهرة مؤيدة له في مدينة المكلا، مُتوعّداً بـ«إسقاط حكومة أحمد عبيد بن دغر والسيطرة على المؤسسات»، وداعياً إلى «الاستمرار في الانتفاضة حتى تحقيق أهدافها».