أطلقت القوة الصاروخية اليمنية، مساء اليوم، صواريخ باليستية على «أهداف استراتيجية واقتصادية» في العمق السعودي. يأتي التطور الأخير بعد ساعات على إعلان حركة «أنصار الله» استهداف مطار أبها وعملاق النفط «أرامكو» بطائرة مسيّرة، لتفتتح مرحلة جديدة من الردع مع دخول الطائرات من دون طيّار ساحة المعركة، للمرة الأولى، منذ بدء العدوان قبل أكثر من ثلاث سنوات.وكُشف اليوم، للمرّة الأولى، عن غارات نفذتها طائرة يمنية مسيّرة من طراز «قاصف 1» على مطار أبها في عسير جنوب المملكة، ما أدى إلى «تعطّل الملاحة الجوية وتوقّف الرحلات». وبالطائرة نفسها، شنّ سلاح الجو غارة على شركة «أرامكو» في جيزان على الحدود بين البلدين. ونقلت قناة «المسيرة» اليمنية عن مصدر عسكري قوله إنّ هاتين الضربتين تأتيان «في إطار الرد على العدوان السعودي ــ الأميركي»، المستمر منذ ثلاثة أعوام. إلا أن «أرامكو» قالت، عقب بثّ الخبر، إن منشآتها في جيزان جنوب غربي السعودية «تعمل على نحو طبيعي وآمن».
هذا التطوّر تبعته مساءً «عملية واسعة بضربات باليستية على مناطق مختلفة في السعودية»، إذ أعلنت الحركة استهداف وزارة الدفاع في الرياض بصواريخ من طراز«بركان 2 إتش»، ومبنى تابع لشركة «أرامكو» ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية في نجران وجيزان جنوباً، بصواريخ من طراز «بدر 1». وفيما سُمع دويّ انفجارات في أجواء الرياض، بحسب شهود عيان، أكّد المتحدث باسم «التحالف» السعودي، تركي المالكي، اعتراض ثلاثة صواريخ باليستية فوق الرياض ونجران وجيزان، محذّراً، في الوقت ذاته من أنّ «التحالف» سيردّ بشكل «حازم» على التصعيد الأخير.
كذلك، أشار المالكي إلى تدمير طائرتين من دون طيار أطلقتهما حركة «أنصار الله» باتجاه جنوب السعودية. وقال في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية، إنّ الدفاعات الجوية لمطار أبها رصدت صباح اليوم «جسماً غير معرّف» يتجه إلى المطار وقامت بتدميره، مشيراً إلى أن الهجوم تسبّب في توقف حركة الملاحة الجوية في المطار لفترة لم يحددها، قبل أن تستأنف من جديد. أضاف أنه بعد معاينة الجسم تبين أنها «طائرة بدون طيار معادية حوثية بخصائص ومواصفات إيرانية كانت تحاول استهداف المطار». وذكر أيضاً أن طائرة أخرى من دون طيار جرى تدميرها في أجواء جيزان، بعدما حاولت استهداف منشأة مدنية لم يحددها.