أعاد انعقاد اجتماع لقيادات «مؤتمرية» موالية لـ«التحالف» في مدينة عدن (جنوبي اليمن)، خَلُص إلى «انتخاب» الرئيس المنتهية ولايته، عبد ربه منصور هادي، رئيساً للحزب، الحديث عن مصير «المؤتمر الشعبي العام» إلى الواجهة، خصوصاً أنه جاء بعد يومين فقط من حديث رئيس حكومة هادي، أحمد عبيد بن دغر، عن «قيادة مشتركة» للحزب تضمّ الرئيس المستقيل ونجل الرئيس السابق، أحمد علي عبد الله صالح. تعاقبٌ يشي، إلى جانب عدم الاعتراض الإماراتي على انعقاد اجتماع من هذا النوع في عدن الخاضعة لسيطرة أبو ظبي، بأن «انتخاب» هادي قد يكون خطوة إضافية على طريق إعادة هيكلة «الشرعية»، وتطعيمها بوجوه يعتقد «التحالف» أنها ستشكل فارقاً في مسار المعركة.وأقرّ الاجتماع الذي انعقد، أمس، في قصر معاشيق، تحت شعار «معاً لتعزيز شرعية... هادي»، تعيين الرئيس المستقيل «رئيساً لحزب المؤتمر الشعبي العام وفقاً للوائح التنظيمية للحزب، كون هادي منتخباً من المؤتمر العام السابع (للحزب) نائباً أول لرئيس المؤتمر». وأكد المجتمعون، الذي زاد عددهم عن ألف عضو من الحزب، في بيان، «عزم المؤتمر على استعادة نشاطه السياسي بشكل كامل خلال الفترة القريبة المقبلة، والمشاركة في أي مفاوضات أو تسويات سياسية». وجاء اجتماع «معاشيق» بعد يومين من تصريحات صحافية لافتة لبن دغر، جزم فيها «(أننا) سنمنع تقسيم الحزب أو تدميره، وسنمنع تدجينه لصالح العدو، وسنعيد له مكانته في الحياة السياسية والديمقراطية». وأشار بن دغر إلى أنه من المقرر «تشكيل قيادة مشتركة تضم الرئيس هادي، وأحمد صالح، وكل أمناء العموم المساعدين وأعضاء اللجنة العامة»، موضحاً أن «الهدف المباشر لهذه القيادة المؤقتة هو التحضير لاجتماع اللجنة الدائمة على أرض يمنية، لاختيار رئيس للحزب ونواب للرئيس وأمين عام».
هذا التعاقب تقرأ فيه مصادر جنوبية إشارة إلى انخراط بن دغر في التنسيق للخطة الإماراتية، القائمة على الاستفادة من هادي لترتيب صفوف «المؤتمريين» تحت لواء أحمد صالح، وابن عمه طارق محمد عبد الله صالح، قبيل «التخلص» من الأول. خطة لا يبدو أن هادي قادر على الإفلات منها، في ظل تتالي المؤشرات إلى أنه يقبع تحت ما يشبه «إقامة جبرية» في العاصمة السعودية الرياض، فضلاً عن أن تصريحات بعض وزرائه بشأن «احتجازه» من قِبل المملكة لم تلقَ تعليقاً لديه، ما يؤشر إلى أنه يسير في طريق «الاستسلام» لإرادة «محتجزيه». يعزّز الرواية المتقدمة أن بن دغر تناول في مقابلته الأخيرة العقوبات المفروضة على أحمد صالح، مؤكداً «(أننا) سندعو بإلحاح المجتمع الدولي إلى رفع العقوبات عن أحمد، سوف نطوي صفحة الخلافات فيما بيننا، وسنعمد إلى إضفاء روح التسامح بين الأعضاء»، في تصريح ينبئ بأن الخطوة التالية لـ«انتخاب» هادي قد تكون تخليص نجل الرئيس السابق من العقوبات، تمهيداً لتسليمه وأقربائه زمام القيادة، وإزاحة هادي من المشهد، بعدما تم بشكل واضح تهميش «صقور الإخوان المسلمين».
تتابعت التقارير المُشكِّكة في تمكّن «باتريوت» من اعتراض الصواريخ


اللافت أن تلك الخطوات تتسارع قبيل زيارة مرتقبة للمبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، إلى مدينة عدن، حيث من المنتظر أن يلتقي ممثلين عن المكوّنات السياسية في المدينة، ما يؤشر إلى أن أبو ظبي والرياض تسابقان انتعاش المساعي الأممية بشأن الأزمة اليمنية للملمة شتات حلفائهما. وكان غريفيث التقى، أول من أمس، قائد حركة «أنصار الله»، السيد عبد الملك الحوثي، قبل أن يجتمع، الأربعاء، برئيس المجلس السياسي الأعلى، صالح الصماد، الذي أعرب عن أمله في أن يُحدِث «وجود المبعوث الأممي نقلة سياسية تسهم في حلحلة الأوضاع»، مؤكداً انفتاح «صفحة جديدة مع غريفيث، لن يعكّرها شيء» طالما أن ثمة «حيادية في العمل مع كل الأطراف، وعدم استسلام لأي ضغوط أو ابتزاز خارجي». وأشار الصماد إلى أن «العدوان متجه إلى تصعيد كبير في كل الجبهات... بدأت ملامحه (ترتسم) خلال الساعات الماضية».
تصعيد قابلته «أنصار الله» بإطلاقها ثامن صاروخ باليستي على السعودية في غضون أيام، على الرغم من تسارع ردود الفعل الدولية المنددة بعملية «الشهيد أبو عقيل». وذكرت وكالة «سبأ» الرسمية، أمس، أن القوة الصاروخية في الجيش واللجان أطلقت صاروخاً باليستياً من نوع «بدر 1» على شركة «أرامكو» في جيزان، بعدما كانت استهدفت، عشية ذكرى العدوان على اليمن، مطار الملك خالد في الرياض ومطار جيزان ومطار نجران ومطار أبها وأهدافاً أخرى بسبعة صواريخ باليستية. وعلى الفور، أعلنت السعودية أن دفاعها الجوي تمكن من «اعتراض الصاروخ وتدميره»، علماً أنه حتى يوم أمس لم تتوقف التقارير المشككة في تمكن منظومة «باتريوت» التي تملكها الرياض من اعتراض الصواريخ السبعة (قال مدير مركز «جيمس مارتن» لدراسات منع انتشار الأسلحة في معهد «ميدلبوري» الأميركي، جيفري لويس، أمس، إنه ليس هناك دليل على أن السعودية اعترضت أياً من الصواريخ التي استهدفتها).
وجاء إطلاق الصاروخ الثامن في وقت واصلت فيه السعودية العزف على نغم «الصواريخ الإيرانية»، ذاهبة هذه المرة أبعد من ذلك بحديثها عن أن أسلحة «أنصار الله» تأتي «من الضاحية الجنوبية لبيروت». وترافق التصريح المتقدم، الذي أدلى به المتحدث باسم «التحالف» تركي المالكي، مع صدور بيان عن مجلس الأمن دان «الهجمات المتعددة التي شنها المتمردون الحوثيون على السعودية»، في حين كرر وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، القول إن «الحوثيين يحصلون على أسلحتهم من إيران». وفي موازاة استهداف «أرامكو جيزان» مجدداً، تحدثت وسائل إعلام سعودية عن مقتل 7 جنود سعوديين في مواجهات على الحد الجنوبي، في وقت أفادت فيه مصادر من «أنصار الله» بمقتل 8 جنود سعوديين في عمليات قنص بمنطقة الخوبة في جيزان.