تبنى تنظيم «داعش» العملية الانتحارية التي استهدفت أمس مبنى «إدارة البحث الجنائي» في مدينة عدن، جنوب اليمن، قائلاً في بيان، إن «الانغماسي أبو عثمان الحضرمي اقتحم بوابة الإدارة وفجّر سيارته المفخخة مُوقِعاً من المرتدين نحو 30 قتيلاً». وأضاف البيان أن «عدداً من الانغماسيين هاجموا المبنى ليقتلوا 20 آخرين ويحرقوا المبنى وجميع الآليات العسكرية داخله».
وفق مصادر محلية وإعلامية، أدّى الهجوم الذي انتهى مساء أمس بعد ساعات من محاصرة المكان والاشتباكات فيه، إلى مقتل ما لا يقل عن عشرين جندياً من القوات الموالية للرئيس المستقيل، عبد ربه منصور هادي، نُقلت بعض جثثهم إلى المستشفيات، فيما عُمل على تحرير عدد من الرهائن، لكن من دون تأكيد مصيرهم بعد. وبدأ الهجوم صباح أمس بتفجير عقب هجوم بسيارة مفخخة على «البحث الجنائي»، تلاه اقتحام مسلحين الإدارة من أكثر من محور تحت غطاء من رصاص القناصة الذين تمترسوا في مبان محيطة واستهدفوا الجنود داخلها.
تعقيباً على ذلك، قال رئيس حكومة عدن التابعة لهادي، أحمد بن دغر، إن «الحكومة ماضية في استئصال بؤر الإرهاب والتطرف، وستعمل على تجفيف منابعه». كما اتصل بن دغر بالقائم بأعمال محافظ عدن للاطلاع على تفاصيل الحادث، داعياً إلى «ضرورة رفع الحس الأمني ومطاردة الخلايا الإرهابية».
وبينما كانت عدن تواجه مصيرها، صدرت أمس ردود أفعال عربية ودولية استنكرت سقوط صاروخ باليستي على العاصمة السعودية الرياض، وذلك في وقت نفى فيه «الحرس الثوري» الإيراني اتهامات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لطهران، بالوقوف وراء إطلاق الصاروخ مساء أول من أمس، واصفاً تلك الاتهامات بـ«الافتراءات». وقال قائد «الحرس»، محمد علي جعفري، في تصريحات نقلتها وكالة «إيرنا» الرسمية، إن «ترامب قال الكثير من الأشياء التي لا أساس لها... ردد أكاذيب كثيرة واتهم إيران زوراً كثيراً من قبل».
وكان ترامب قد قال للصحافيين على متن طائرته الرئاسية في طريقه إلى العاصمة اليابانية طوكيو، إن «ضربة وُجّهت من إيران، على ما أعتقد، إلى السعودية، وأسقط نظامنا الصاروخ في الجو»، فيما قالت وسائل إعلام سعودية رسمية إن «الصاروخ أُسقط قرب مطار الملك خالد في الرياض من دون أن يسفر عن أي خسائر في الأرواح». لكن «القوة الصاروخية» التابعة لحركة «أنصار الله»، أكدت إصابة الصاروخ هدفه «بدقة عالية».

اتهم ترامب إيران بإطلاق الصاروخ على القاعدة الجوية السعودية


في هذا السياق، قال وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، إنه «شعر بالصدمة والرعب من محاولة استهداف منطقة مدنية في الرياض بصاروخ باليستي». وشدد في بيان أمس، على «التزام بلاده دعم المملكة... التي تواجه أزمات إقليمية وتهديدات أمنية». كذلك، أدانت كل من الأردن ومصر والجامعة العربية و«منظمة التعاون الإسلامي» إطلاق الصاروخ عبر اتصالات مع الرياض وبيانات رسمية. أما الرئيس اليمني المستقيل والمقيم في المملكة، هادي، فاستنكر «استهداف المناطق المدنية الآمنة والأبرياء في السعودية بصاروخ باليستي».
كذلك، صدر استنكار من الكويت، التي رعت جولة محادثات سابقة بين «أنصار الله» وحلفائها، وحكومة هادي، فيما أعربت سلطنة عمان، التي كان لها دور وساطة أيضاً، عن «أسفها العميق» لتصعيد العنف «غير المبرر» في اليمن، وعلى وجه الخصوص «استخدام الصواريخ الباليستية». وأضاف بيان رسمي أن «السلطنة تدعو الأطراف كافة إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد الذي قد يدمر الجهود الإقليمية والدولية لإيجاد حلول سياسية وإنسانية».
وفي استمرار للعدوان الذي يشنه «التحالف» بقيادة السعودية، شنّ الطيران الحربي أربع غارات أمس على العاصمة اليمينة صنعاء، استهدفت إحداها منصة الاحتفالات في ميدان السبعين، التي تقيم فيها «أنصار الله» معظم فعالياتها. كما استهدفت غارة أخرى «حديقة 21 سبتمبر»، وثالثة منطقة الحصبة في مديرية الثورة.
إلى ذلك، أعلن السودان سقوط قتلى وجرحى (من دون ذكر أرقام) من قواته المشاركة في «التحالف». وقال قائد قوات الدعم السريع في الجيش السوداني، محمد حمدان حميدتي، في مؤتمر صحافي في الخرطوم أمس، «قبل يومين، فقدنا قتلى وجرحى في اليمن، من القوات المسلحة وقوات الدعم السريع». وأضاف حميدتي: «القوات السودانية تسلّمت مواقع كثيرة جداً في اليمن، وتؤدي أداءً جيداً». ولم يعلن السودان رسمياً تعداد قواته المشاركة في الحرب على اليمن، لكنه سبق أن أبدى استعداده لإرسال ستة آلاف جندي، فيما شهدت قواته في الشهور الماضية عدداً من الخسائر، وخاصة في شمال البلاد.
(الأخبار، رويترز، أ ف ب، الأناضول)