في مواصلة للتحشيد الذي يجريه تحالف العدوان، سواء في المواجهات مع الجيش اليمني وحركة «أنصار الله»، أو على صعيد الاشتباكات الداخلية بين أطراف «التحالف»، نقلت مصادر إعلامية ومحلية أنباءً عن وصول قوة سودانية ضخمة إلى ميناء مدينة المكلا الذي تسيطر عليه القوات الإماراتية في محافظة حضرموت، قائلة إن الجنود السودانيين وصلوا على متن مدرعات وهم بكامل عتادهم وأسلحتهم.
وفق تلك المصادر، التي نقل عنها موقع «العربي»، لم تُعرف بعد الوجهة النهائية للقوة السودانية الجديدة، لكن معلومات تحدثت عن اتجاهها صوب وادي حضرموت، حيث تتمركز قوات المنطقة العسكرية الأولى، المحسوبة على الحكومة «الشرعية» (حكومة عدن) والمناوئة للإمارات.
ويبدو أن وراء وصول هؤلاء الجنود نذيراً باندلاع موجة جديدة من التوتر، بين القوات المحسوبة على السعودية، وتلك المقاتلة إلى جانب الإمارات، إذ دفعت قوات «النخبة الحضرمية»، قبل أسابيع، تعزيزات إلى منطقة وادي حضرموت نفسها، بعدما شنّ عناصر من تنظيم «القاعدة» هجوماً على القوات الموالية للرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي في منطقة الضليعة، الواقعة بين الوادي وساحل المحافظة.
في غضون ذلك، استهدفت طائرات تحالف العدوان بأربع غارات جوية مبنى لمحكمة غرب مدينة تعز، جنوبي اليمن، ما أدى إلى مقتل 12 مدنياً وجرح 8 آخرين في حصيلة قابلة للتزايد. ووفق مصادر محلية في المحافظة، فإن طائرات «التحالف» تستهدف، منذ يومين، كل شيء متحرك تقريباً في الطريق الرابط بين تعز والمخا.
وسبق ذلك بساعات جريمة مماثلة لطائرات «التحالف» تم فيها استهداف محل لتغيير زيوت السيارات في منطقة البرح، فيما أودت غارة أخرى، أول من أمس، بحياة أكثر من 20 مدنياً كانوا في طريق عودتهم من سوق البرح في تعز.

«أنصار الله»: مقتل ثمانية جنود سعوديين جيزان داخل المملكة


في سياق ثانٍ، أعلنت حركة «أنصار الله» مقتل ثمانية جنود سعوديين بنيران «الجيش» و«اللجان الشعبية» في جيزان داخل المملكة السعودية. وقال قيادي في الحركة إن «وحدة من حرس الحدود السعودي أقدمت مساء اليوم (أمس) على شق طريق في منطقة الأنجيف بآل ثابت المقابلة لمديرية منبه»، مشيراً إلى «تصدي مجموعة من اللجان الشعبية لها ونسف طقم بصاروخ موجه نوع كورنيت وقتل 8 جنود سعوديين كانوا على متنه».
كذلك أعلنت «أنصار الله» استعادة السيطرة على سلسلة جبال أم العضب المطلة على منفذ الخضراء الحدودي في نجران، وذلك بعد مواجهات عنيفة مع الجيش السعودي والقوات الموالية لهادي، استمرت لأكثر من ست ساعات.
على صعيد آخر، تتواصل الإعدامات في اليمن على أيدي تيارات سلفية، إذ في تكرار لحادثة اغتيال تنظيم «داعش» الشاب عمر باطويل (19 عاماً) في عدن قبل عام بتهمة «الردة والإساءة للدين»، أعيد حدوثه على أيدي سلفيين يعملون في قوات «الحزام الأمني» المدعومة من الإمارات، وتحت قيادة المسؤول عنها الوزير المقال هاني بن بريك. فقد فوجئ سكان عدن بتصفية الشاب الناشط في «الحراك الجنوبي» أمجد عبد الرحمن (23 عاماً) أمام الناس، وسط مقهى إنترنت، وفق اتهامات العائلة.
إلى ذلك، تستمر الأزمة الإنسانية بتفشي وباء الكوليرا، فيما حذرت «منظمة الصحة العالمية» في جنيف، أمس، من أن اليمن قد يشهد ما يصل إلى 300 ألف حالة إصابة بالكوليرا خلال ستة أشهر. وأكد مندوب المنظمة في اليمن، نيفيو زاجاريا، أنه «يجب توقع أن الزيادة ستتراوح بين 200 ألف و250 ألف حالة خلال الأشهر الستة المقبلة، إضافة إلى الخمسين ألف حالة التي ظهرت بالفعل».
وهذه هي المرة الثانية التي تنتشر فيها الكوليرا خلال أقل من عام في اليمن، وقد أدت ما بين تشرين الأول وآذار الماضيين إلى وفاة 145 شخصاً، فيما سجلت عشرات حالات الوفاة في الموجة الثانية
(الأخبار)