بعد يومين على إعلان مصادر أميركية تنفيذ الولايات المتحدة أكثر من عشرين غارة في اليمن استهدفت تنظيم «القاعدة» خلال أقل من أسبوع، قُتل أمس، قياديان في «القاعدة»، أحدهما قريب لزعيم سابق لفرع التنظيم في البلاد، وذلك في غارتين نفذتهما طائرتان من دون طيار وسط البلاد وجنوبها.
ونُقل عن مصادر أمنية أن «القيادي الجهادي خطاب الوحيشي»، وهو «ابن شقيق زعيم قاعدة الجهاد في شبه جزيرة العرب» ناصر الوحيشي، الذي قضى في ضربة أميركية عام 2015، قتل في إحدى الغارتين، وذلك عندما كان على متن دراجة نارية في مديرية الصومعة في محافظة البيضاء، وسط البلاد.
وتابعت المصادر أن القيادي المحلي الآخر قتل في ضربة مماثلة عندما كان على متن دراجة نارية في منطقة خبر المراقشة في محافظة أبين الجنوبية. وعملياً، فإن ما تأكد عبر وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أنه تم تنفيذ أكثر من سبعين غارة في اليمن منذ 28 شباط الماضي.

وفق الأمم المتحدة عاد 70% من سكان المخا إلى منازلهم في المدينة

على الصعيد الميداني، ادعت القوات الموالية لتحالف العدوان أنها حققت «تقدماً ميدانياً جديداً»، في مدينة تعز، جنوب غرب البلاد، مقرّة بأن «المعارك مستمرة»، من دون ذكر المزيد من التفاصيل. وفي تعز أيضاً، قُتل قيادي بارز من قوات هادي خلال مواجهات مع «أنصار الله» وحلفائهم شمال غرب المدينة. ونقل موقع «العربي»، عن مصادر ميدانية قولها إن «القيادي... أحمد عبدالله هزبر الشرعبي قُتل اليوم (أمس) أسفل جبل القارع، القريب من شارع الأربعين... وقتل معه نجل قائد الجبهة الغربية، محمد عبد الملك النهمي».
على الصعيد السياسي، قال وليّ وليّ العهد السعودي، وزير الدفاع، محمد بن سلمان، إن الرياض تنظر إلى اليمن على أنه «العمق الاستراتيجي للأمة العربية... وأساس العرب»، مضيفاً إن «أكبر خطأ قام به العدو أنه يحاول المس بعمق وصلب العرب». ولفت أثناء استقباله مشايخ القبائل اليمنية في الديوان الملكي في العاصمة، حيث تحاول المملكة أن تعتمد عليهم لتفكيك طوق صنعاء، إلى أن «المسّ باليمن دعا كل العالم العربي إلى أن يستنفر». كما قال إن «رجال اليمن ليسوا في حاجة إلى مساعدة أشقائهم... لا نستطيع نحن إخوانكم في السعودية ودول الخليج العربي ومصر والسودان والأردن والمغرب أو جميع العالم العربي والإسلامي، أن نرى استنفار ووقفة الرجل اليمني، من دون أن نكون بجانبه».
وأبدى ولي ولي العهد السعودي «الاعتزاز» بالعمل مع القبائل اليمنية، واعداً بأن يكون «المستقبل مزدهراً»، وقائلاً لمشايخ القبائل: «نحن معكم في كل خطوة إلى آخر يوم في حياتنا».
في غضون ذلك، اتهمت حكومة هادي، «أنصار الله»، ومعها الرئيس السابق علي عبدالله صالح، بأنهم يحتجزون منذ عامين أكثر من 14 ألف معتقل أخفي ثلاثة آلاف منهم قسراً، وخاصة وزير الدفاع لدى هادي سابقاً اللواء محمود الصبيحي.
إلى ذلك، قال مدير «مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ــ أوتشا» لدى اليمن، جورج خوري، إن 70% من سكان مدينة المخا الساحلية، غربي تعز، عادوا إلى منازلهم. وأضاف خوري في تغريدات على «تويتر»، إن «الحياة بدأت تعود إلى شوارع المخا»، مشيراً إلى أن «الأسواق فُتحت من جديد»، وذلك بعدما انسحبت القوات الموالية للعدوان من المدينة، في وقت يواصل فيه تحالف العدوان الحديث عن قرب انطلاق معركة استعادة ميناء الحديدة، وهو الأمر الذي تراجعت عن تأييده (استبدال الميناء) الأمم المتحدة قبل يومين.
(الأخبار)