بعد انكسار تحالف العدوان الذي تقوده السعودية في تحقيق إنجاز كبير على الساحل الغربي لليمن، أعلن التحالف بدء موجة عمليات جديدة على العاصمة صنعاء، في وقت واصل فيه شنّ غارات عنيفة على الحديدة والمخا وصنعاء.
ووفق مصادر ميدانية، تحدثت إلى «الأخبار»، فإن العدوان مارس ضغوطاً كبيرة خلال اليومين الماضيين في أكثر من جبهة، وخصوصاً في نهم حيث سقط له مئات القتلى والجرحى، إلى أن عاد وتراجعت قواته مع إبقائها على بعض المواقع التي سيطرت عليها.
وترى تلك المصادر أنّ الضغط في نهم ناجم عن «الهزيمة التي تلقاها العدوان في المخا»، إذ إنه بعد نحو ثلاثة أشهر على المواجهات في الساحل الغربي، في محافظة تعز ولا سيما المخا، تراجعت حدّة الاشتباكات، وذلك بعد الانسحاب المفاجئ لقوات «الرمح الذهبي» من المخا الخميس الماضي.
ويبدو أن الغضب الجنوبي من مجريات المعركة والكمين الذي ضرب لواء «حزم» الموالي للإمارات، تسببا في ذلك الانسحاب، لكن ذلك لا يعني أن قوات «التحالف» لن تعيد الكرة، وخاصة لما للمنطقة من أهمية استراتيجية وجغرافية.

تبدأ اجتماعات
الرباعية الخاصة باليمن اليوم في ألمانيا

في المقابل، نقل موقع «العربي» عن مصدر عسكري في «أنصار الله» تأكيده أن «الجيش واللجان الشعبية تمكنا من إحكام سيطرتهما على المخا ومنطقة الزهاري في يختل، شمالي المدينة».
أما في جبهة علب، شمالي محافظة صعدة، فقد هاجمت مجاميع مسلحة موالية لهادي ووحدات سعودية المنفذ الحدودي، مسنودة بقصف مكثّف من مروحيات الأباتشي، لكن من دون أن تستطيع تحقيق تقدم يذكر. وإلى جبهة ميدي، شمال غرب محافظة حجة، ذكرت مصادر إعلامية مقتل العقيد محمد الشعور، وهو قائد كتيبة مشاة، وذلك مع أربعة من مرافقيه جراء انفجار لغم.
على الصعيد السياسي، غادر المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أمس، العاصمة السعودية الرياض، من دون لقاء هادي. ونقلت وكالة «الأناضول» التركية عن مصدر في حكومة هادي، أن ولد الشيخ غادر باتجاه ألمانيا، بعد فشل اجتماعه بهادي، الذي كان من المقرر أن يحدث السبت أو أمس، من دون الكشف عن أسباب ذلك.
وسيشارك ولد الشيخ في اجتماعات اللجنة الرباعية الخاصة باليمن (الولايات المتحدة وبريطانيا والسعودية والإمارات)، والمقررة اليوم في ألمانيا، بمشاركة سلطنة عمان، وذلك لدراسة إمكانية إقرار «خريطة الطريق الأممية» بصورة نهائية، التي يرفضها هادي، علماً بأن هذه الاجتماعات تأتي قبل اجتماع مرتقب لمجلس الأمن الدولي بشأن اليمن أواخر الشهر الجاري.
في السياق نفسه، قال نائب مندوب روسيا في مجلس الأمن الدولي، فلاديمير سوفرونكوف، في تصريحات أوردتها قناة «روسيا اليوم» أول من أمس، إن الحل الوحيد للأزمة في اليمن ليس بالإمكان إحرازه إلا بالمفاوضات السياسية وخريطة طريق متوازنة.
من جهة أخرى، أكد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، ستيفن أوبراين، أنه يجب دخول المساعدات الإنسانية إلى اليمن عبر ميناء الحديدة، محملاً الأطراف التي تعرقل هذه العملية المسؤولية عن المجاعة في البلاد. وأضاف أوبراين، في كلمة ألقاها أمام أعضاء مجلس الأمن، بعد زيارته اليمن والعراق أن 20 مليوناً مهددون بالمجاعة في اليمن والصومال ونيجيريا وجنوب السودان.
(الأخبار)