مجدداً، يخرج الرئيس اليمني المستقيل، عبد ربه منصور هادي، الذي لم ينتهِ بعد من تبعات الاقتتال الداخلي بين حلفائه من جهة، ومن هجمات تنظيم «القاعدة» على قواته من جهة أخرى، ليؤكد في لازمة مكرّرة أن حكومته تسيطر على 85% من أراضي البلاد، فيما يسيطر الجيش اليمني وحركة «أنصار الله» وحلفاؤهما على 15%.
إعلان هادي المتكرر جاء أمس في كلمة خلال افتتاح أعمال قمة «رابطة الدول المطلة على المحيط الهندي»، المنعقدة في العاصمة الإندونيسية جاكرتا، قادماً إليها من العاصمة السعودية الرياض، مضيفاً أنه يطلب «مساعدة الحكومة (حكومة عدن) في إنجاز خططها للإنعاش الاقتصادي للمناطق الواقعة تحت سيطرتها، والتي تشكل 85% من مجمل المساحة الجغرافية للبلاد».
وأشار إلى أن «استمرار دعم الحوثيين بالسلاح من بعض الدول يزيد معاناة الشعب اليمني... من أراد دعم اليمن وإنهاء الحرب وإزالة المعاناة في البلاد، عليه أن يمدّ اليمنيين بالدواء والغذاء بدلاً من السلاح». وكان هادي قد غادر الأحد الماضي، مع وزير خارجية حكومته عبد الملك المخلافي، إلى جاكرتا من أجل المشاركة في هذه القمة.
على صعيد آخر، أعلن مسؤول محلي أمس أن غارة جوية، يعتقد أنها أميركية، استهدفت «القاعدة» في محافظة البيضاء وسط اليمن، وأدت إلى مقتل طفلين يبلغان من العمر 10 و12 عاماً. وأضاف المصدر أن الطفلين قُتلا في الغارة يوم الأحد الماضي وهما يرعيان الماعز في طريق جبلي في منطقة يكلا، علماً بأن البنتاغون كان قد صرّح بأن الجيش الأميركي شنّ أكثر من ثلاثين غارة على «القاعدة» بالتنسيق مع الحكومة اليمنية.
وكانت واشنطن قد أعلنت، في وقت سابق أول من أمس، أن معتقلاً سابقاً في غوانتنامو أفرج عنه عام 2009 كان ضمن الذين قتلوا في الضربات الأخيرة، واسمه ياسر السلمي (سجن بين 2002 و2009)، والمُكنى بـ«أبو المهاجر الإبي». وياسر هو الشقيق الأصغر لصلاح السلمي الذي أعلنت السلطات الأميركية انتحاره في المعتقل نفسه عام 2006، كذلك هو من بين ستة يمنيين أُفرج عنهم من هناك وسُلّموا للحكومة اليمنية في 2010.
يُذكر أن زعيم «القاعدة في جزيرة العرب»، قاسم الريمي، قال أول من أمس إن الولايات المتحدة «رفضت مبادلة الشيخ عمر عبد الرحمن بصحافي أميركي لقي حتفه في محاولة إنقاذ فاشلة عام 2014».
وفيما لم تتأكد صحة التسجيل الذي تحدث فيه الريمي، فإنه أضاف: «لقد سعى المجاهدون في تخليص الشيخ الضرير القعيد لأكثر من مرة، ولكن الأمريكان لم يكونوا ليستجيبوا لإخراج هذا العالم الجليل... وفي جزيرة العرب قام المجاهدون باختطاف أمريكي ولم يطالبوا إلا بالشيخ القعيد الضرير والأخت المبتلاة دكتورة الأعصاب الباكستانية عافية صديقي فرج الله عنها».
وتوفي عبد الرحمن، المعروف بلقب «الشيخ الضرير»، في سجن بولاية نورث كارولاينا الأميركية الشهر الماضي، خلال قضائه عقوبة السجن مدى الحياة، لإدانته في 1993 بالتآمر لتفجير مركز التجارة العالمي في نيويورك.
في شأن ثانٍ، التقى وزير الداخلية حسين عرب، السفير الأميركي في اليمن ماثيو تولر، وبحثا «التعاون الأمني بين البلدين، والأوضاع السياسية» في البلاد، علماً بأن اللقاء تم في الرياض أول من أمس. وتحدث عرب، خلال اللقاء، عن «تحسن الأوضاع الأمنية وعودة الحياة إلى طبيعتها في المحافظات اليمنية المحررة من سيطرة «أنصار الله» وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح، خصوصاً في العاصمة المؤقتة عدن»، جنوبي البلاد.
في المقابل، أعرب تولر عن تقديره لـ«جهود الحكومة اليمنية في إعادة الخدمات الأساسية للمناطق المتضررة من الحرب»، مشدداً على «استمرار الولايات المتحدة في التعاون والتنسيق مع الحكومة الشرعية في جميع المجالات»، مع الإشارة إلى أن غالبية السفراء غادروا صنعاء منذ اندلاع الحرب قبل عامين.
إلى ذلك، قال «برنامج الأغذية العالمي» التابع للأمم المتحدة، أمس، إن اليمن يمثل حالياً «أكبر حالة طوارئ لانعدام الأمن الغذائي في العالم، مع انعدام الغذاء عن ثلثي السكان». وقال المدير القطري للبرنامج في اليمن، ستيفن أندرسون، إن ثلثي السكان في اليمن لا يملكون ما يكفيهم من الغذاء، وتظهر في عدد من المناطق دلائل مثيرة للقلق تشير إلى تدهور حالة الأمن الغذائي.
ولفت أندرسون إلى أنه وشركاء آخرين في مجال الإغاثة الإنسانية يكثفون عملياتهم لمنع حدوث مجاعة يُخشى من حدوثها إلى حدّ كبير نتيجة عامين من الصراع المدمر وعقود من انعدام الأمن الغذائي المزمن.
(الأخبار)