تزداد وتيرة العمليات القتالية التي يشنها المقاتلون اليمنيون ضد ثكن ومعسكرات الجيش السعودي في مختلف جبهات القتال على محاور المحافظات جنوبي المملكة، عسير ونجران وجيزان، فيما بلغ عدد المواقع المستهدفة عشرة خلال اليومين الماضيين.ونجحت القوات اليمنية، الجيش و«اللجان الشعبية»، في السيطرة على موقعين في «رقابة السعر» التابعة لحرس الحدود السعودي، والواقعة إلى الجنوب من عسير، بعد قصف مدفعي مكثف على مواقع في «تبة عامر»، حيث دمّر المقاتلون اليمنيون دبابة أميركية من نوع «أبرامز» ولقي من عليها من الجنود السعوديين مصرعهم.
وكانت القوات اليمنية قد نفذت عملية هجومية على «موقع سقام» في نجران وسيطرت عليه بعد فرار من عليه من الجنود السعوديين، كما قتل في العملية عدد آخر باستهداف آلياتهم بصواريخ موجهة. وهذا الموقع الجبلي أحد آخر التحصينات العسكرية في حدود مدينة نجران الجنوبية، باتجاه الجانب اليمني، ويشرف بصورة مباشرة على المدينة. وبعد ذلك، وزع «الإعلام الحربي» مشاهد للعملية تظهر فيها شوارع نجران ومبانيها أسفل الجبل مباشرة.
كذلك، نقل مصدر عسكري مقتل عدد من الجنود السعوديين في «موقع نهوقة» المُشرف على نجران، حيث شهدت تلك المنطقة عمليات استنزاف كبيرة للقوات السعودية.
في وقت سابق، أكد مصدر عسكري في «القوة الصاروخية» اليمنية سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف تجمع كبير يضم مقاتلين يمنيين موالين للرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي، بجانب جنود سعوديين، وذلك في منطقة الموسم غربي جيزان. واستخدمت «الصاروخية» صاروخ «زلزال 2 محلي الصنع»، كما استهدفت القوة المدفعية تمركزاً للجيش السعودي في موقع الكرس في جيزان، ما أدى الى مقتل أربعة جنود سعوديين، وفق المصدر نفسه.
وللمرة الأولى، تطاول موقع شرقان صواريخ الكاتيوشا اليمنية ما تسبب في اندلاع الحرائق فيه وهرب عدد من الجنود، في الوقت الذي دكت فيه المدفعية اليمنية تحصينات عسكرية متفرقة في جبلي الدخان والرميح، كما قتلت عددًا من الجنود السعوديين باستهداف آلياتهم غرب موقع مثعن.
على صعيد آخر، أعلنت «وحدة القنّاصة» اليمنية مقتل ضابط سعودي وجندي آخر في عملية استهدفتهما في «موقع القرن» الواقع على أطراف مدينة الخوبة، فضلاً عن مقتل جنديين آخرين في موقع نشمة في عسير، وهو الموقع الذي شهد تدمير جرافة سعودية أثناء محاولتها شق طريق الى المواقع الجبيلة.
وتراجعت قوات يمنية كانت السعودية قد دفعتها بهدف السيطرة على منفذ البقع الحدودي الشرقي إثر تصدي الجيش اليمني و«اللجان الشعبية» لها وتكبيدهم خسائر فادحة، ثم واصلت «القوة الصاروخية» استهداف أماكن تجمع هذه القوات خلف منفذ الخضراء من الجانب السعودي.
في سياق متصل، تحدثت مصادر إعلامية جنوبية عن وصول عشرات الجثث لمقاتلين يمنيين من أبناء الجنوب اليمني، كانوا قد قتلوا في معارك البقع الأسبوع الماضي، من ثمّ أكدت مصادر إعلامية وصول طائرة شحن جوية عسكرية تقل دفعة أخرى من جثامين أبناء الجنوب ممن قتلوا في ذات المعارك.
وفي خطوة لافتة، وزع «الإعلام الحربي» تسجيلات مرئية لخمسة جنود سعوديين أسرتهم القوات اليمنية أثناء اقتحامها مواقع في عسير ونجران. وشكر الأسرى السعوديين، اليمنيين، على المعاملة الحسنة التي تلقوها، متمنين من النظام السعودي وقف الحرب على اليمن.
وكان «الإعلام الحربي» قد وزع قبل مدة قصيرة مشاهد تتضمن حديثا مطولا لمن سموه المتحدث باسم الأسرى السعوديين لدى الجانب اليمني، فيما ترفض الرياض التعليق على الموضوع أو الحديث عنه عبر وسائل إعلامها، رغم أن اعترافات الأسرى السعوديين تضمنت معلومات مفصّلة عن هوياتهم والوحدات العسكرية التي ينتمون إليها، وكذلك المواقع التي أُسروا فيها.